عمدة القاري - العيني - ج ٢٤ - الصفحة ١٣٨
الملك إنى 1764; أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ياأيها الملأ أفتونى فى رؤياى إن كنتم للرؤيا تعبرون * قالو 1764; ا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين * وقال الذى نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون * يوسف أيها الصديق أفتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلى 1764; أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون * قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون * ثم يأتى من بعد ذالك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون * ثم يأتى من بعد ذالك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون * وقال الملك ائتونى به فلما جآءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة الاتى قطعن أيديهن إن ربى بكيدهن عليم) * سيقت هذه الآيات كلها في رواية كريمة، وهي ثلاث عشرة آية، وفي رواية أبي ذر من قوله: * (ودخل معه السجن فتيان) * ثم قال: إلى قوله: إرجع إلى ربك قوله: لقوله تعالى وفي بعض النسخ: وقوله تعالى، بدون لام التعليل، والأول أولى لأنه يحتج بقوله: * (ودخل معه) * إلى آخره على اعتبار الرؤيا الصالحة في حق أهل السجن والفساد والشرك وهو أيضا يوضح حكم الترجمة فإنه لم يتعرض فيها إلى بيان الحكم. قوله: ودخل معه أي: مع يوسف فتيان وهما غلامان كانا للوليد بن ريان ملك مصر الأكبر. أحدهما: خبازه وصاحب طعامه واسمه مجلث. والآخر: ساقيه صاحب شرابه واسمه نبوء، غضب عليهما الملك فحبسهما وكان يوسف لما دخل السجن قال لأهله: إني أعبر الأحلام، فقال أحد الفتيين لصاحبه فلنجرب هذا العبد العبراني فتراءيا له فسألاه من غير أن يكونا رأيا شيئا فقال أحدهما: إني أراني أعصر خمرا أي: عنبا بلغة عمان. وقيل لأعرابي معه عنب ما معك؟ قال: خمر، وقرأ ابن مسعود: عصر عنبا، وقيل: إنما قال خمرا باعتبار ما يؤول إليه. قوله: * (نبئنا بتأويله) * أي: أخبرنا بتعبيره وما يؤول إليه أمر هذه الرؤيا. قوله: إنل نراك من المحسنين) * أي: من العالمين الذين أحسنوا العلم قاله الفراء، وقال ابن إسحاق: المحسنين إلينا إن قلت ذلك. قوله: * (لا يأتيكما طعام ترزقانه) * إنما قال ذلك لأنه كره أن يعبر لهما ما سألاه لما علم في ذلك من المكروه على أحدهما فأعرض عن سؤالهما وأخذ في غيره، فقال لهما: لا يأتيكما طعام ترزقانه في نومكما إلا نبأتكما بتأويله أي: بتفسيره، وألوانه أي طعام أكلتم وكم أكلتم ومتى أكلتم من قبل أن يأتيكما، فقالا له. هذا من فعل العرافين والكهنة، فقال يوسف: ما أنا بكاهن وإنما ذلكما العلم ما علمني ربي، ثم أعلمهما أنه مؤمن، فقال: * (إني تركت ملة) * أي: دينهم وشريعتهم. قوله: * (واتبعت ملة آبائي إبراهيم) * هي الملة الحنيفية. قوله: ذلك أي: التوحيد والعلم من فضل الله فأراهما دينه وعلمه وفطنته ثم دعاهما إلى الإسلام فأقبل عليهما وعلى أهل السجن، وكان بين أيديهم أصنام يعبدونها من دون الله فقال إلزاما للحجة: * (يا صاحبي السجن) * جعلهما صاحبي السجن لكونهما فيه، فقال: * (أأرباب متفرقون) * يعني: شتى لا تضر ولا تنفع * (خير أم الله الواحد القهار) * قوله: وقال الفضيل إلى قوله: * (القهار) * وقع هنا عند كريمة ووقع عند أبي ذر بعد قوله: * (إرجع إلى ربك) * ووقع عند غيرهما بعد قوله الأعناب والدهن والذي عند كريمة هو أليق. قوله: * (ما تعبدون) * أي: من دون الله إلا أسماء يعني لا حقيقة لها قوله: * (من سلطان) * أي: حجة وبرهان. قوله: * (ذلك الدين) * أي: ذلك الذي دعوتكم إليه من التوحيد وترك الشرك هو * (الدين القيم) * أي: المستقيم ثم فسر رؤياهما بقوله: * (يا صاحبي السجن) * الخ. ولما سمعا قول يوسف قالا: ما رأينا شيئا كنا نلعب فقال يوسف: * (أي قضي الأمر) * أي: فرغ الأمر الذي سألتهما ووجب حكم الله عليكما بالذي أخبرتكما به، وقال يوسف عند ذلك للذي ظن أي علم أنه تاج وهو الساقي * (أذكرني عند ربك) * أي: سيدك قوله: * (فأنساه الشيطان) * أي: أنسى يوسف الشيطان ذكر ربه حتى ابتغى الفرج من غيره واستعان بالمخلوق، فلذلك لبث في السجن بضع سنين. واختلف في معناه، فقال أبو عبيدة: هو ما بين الثلاثة إلى الخمسة، وقال مجاهد: ما بين ثلاث إلى سبع، وقال قتادة والأصمعي:
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»