نحو: بقلة خضرة، أو باعتبار أنواع المال. وقال ابن الأنباري: هذا ليس بصفة للمال، وإنما هو للتشبيه كأنه قال: المال كالبقلة الخضرة الحلوة. قوله: (الربيع) أي: الجدول وهو النهر الصغير وجمع الربيع الأربعاء، وإسناد الإنبات إلى الربيع مجاز، والمنبت هو الله عز وجل في الحقيقة. قوله: (حبطا) بفتح الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وبالطاء المهملة وهو: انتفاخ البطن من كثرة الأكل، يقال: حبطت الدابة تحبط حبطا إذا أصابت مرعى طيبا فأمعنت في الأكل حتى تنتفخ فتموت، وروي بالخاء المعجمة من التخبط وهو الاضطراب. قوله: (أويلم) بضم أوله أي: يقرب أن يقتل. قوله: (إلا آكلة الخضرة) كلمة: إلا بالتشديد للاستثناء، ويروى بفتح الهمزة وتخفيف اللام للاستفتاح. و آكلة، بالمد وكسر الكاف، والخضرة بفتح الخاء المعجمة وكسر الضاد المعجمة في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني بضم الخاء وسكون الضاد وبتاء التأنيث، وفي رواية السرخسي: الخضراء بفتح أوله وسكون ثانيه وبالمد، ولغيرهم بضم أوله وفتح ثانيه جمع خضرة وقال الكرماني: الخضرة بفتح الخاء البقلة الخضراء أو ضرب من الكلأ، وقيل: ما بين الشجر والبقل. قوله: (خاصرتاها) تثنية خاصرة وهما جانبا البطن من الحيوان، وفي رواية الكشميهني خاصرتها، بالإفراد. قوله: (فاجترت) بالجيم من الاجترار وهو أن يجر البعير من الكرش ما أكله إلى فمه فيمضغه مرة ثانية، وكل لقمة منه تسمى: جرة، ويصير كل واحدة بعرة. قوله: (وثلطت) بفتح الثاء المثلثة وفتح اللام والطاء المهملة وضبطها ابن التين بكسر اللام، أي: ألقت ما في بطنها رقيقا، والغرض من هذا أن جمع المال غير محرم لكن الاستكثار منه ضار بل يكون سببا للهلاك. قوله: (فنعم المعونة هو) أي: المال يعني: حيث كان دخله وخرجه بالحق فنعم العون للرجل في الدارين وقال صاحب (المغرب): المعونة العون.
قلت: أشار به إلى أنه مصدر ميمي.
وفيه: مثل للمؤمن أن لا يأخذ من الدنيا، إلا قدر حاجته ولا تغره زهرتها فتهلكه.
9246 حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين