عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ٤
مطابقته للترجمة على صحتها ظاهرة. وعبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة الكوفي، كان على قضاء الكوفة بعد الشعبي، وورد خراسان غازيا مع سعيد بن عثمان بن عفان وهو أول من عبر جيحون نهر بلخ معه على طريق سمرقند وهو من التابعين مات سنة ست وثلاثين ومائة وكان له يوم مات مائة سنة وثلاث سنين، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص، رضي الله تعالى عنهما.
والحديث أخرجه البخاري أيضا عن محمد بن المثنى وعن فروة بن أبي المغراء. وأخرجه النسائي في الاستعاذة وفي اليوم والليلة عن خالد بن الحارث وغيره.
قوله: (كان سعد) أي: ابن أبي وقاص. يأمر وفي رواية الكشميهني: يأمرنا، بصيغة الجمع. قوله: (بخمس) أي: بخمسة أشياء وهي مصرحة في الدعاء المذكور. قوله: (أن أرد إلى أرذل العمر) أي: الهرم حيث ينتكس قال الله تعالى: * ((36) ومن نعمره ننكسه في الخلق) * (يس: 86) قوله: يعني فتنة الدجال. قالوا: إنه من زيادات شعبة.
6636 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت: دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم فكذبتهما ولم أنعم أن أصدقهما فخرجتا ودخل علي النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله! إن عجوزين... وذكرت له، فقال: صدقتا إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها، فما رأيته بعد في صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.
مطابقته للترجمة التي قبل هذه الترجمة ظاهرة. وقد قلنا: إن هذه الترجمة غير صحيحة، وهذا الحديث هو من أحاديث تلك الترجمة.
جرير هو ابن عبد الحميد، ومنصور هو ابن المعتمر، وأبو وائل هو شقيق بن سلمة، ومسروق هو ابن الأجدع.
وكل هؤلاء كوفيون، ومنصور من صغار التابعين، وشقيق ومسروق من كبار التابعين، ورواية أبي وائل عن مسروق من رواية الأقران وقد ذكر أبو علي الجياني أنه قد وقع في رواية المستملي عن الفربري في هذا الحديث: منصور عن أبي وائل ومسروق عن عائشة بواو العطف بدل عن قال: والصواب الأول، ولا يحفظ لأبي وائل: عن عائشة رواية: قيل: كونه صوابا لا نزاع، فيه لاتفاق الرواة في البخاري على أنه من رواية أبي وائل عن مسروق. وكذا أخرجه مسلم وغيره من رواية منصور وأما قوله: ولا يحفظ لأبي وائل عن عائشة رواية، فمردود فقد أخرج الترمذي من رواية أبي وائل عن عائشة حديثين. أحدهما: ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أخرجه الشيخان والنسائي، وابن ماجة من رواية أبي وائل عن مسروق عن عائشة. والآخر. حديث إذا تصدقت المرأة، من بيت زوجها... الحديث. أخرجه أيضا من رواية عمرو بن مرة: سمعت أبا وائل عن مسروق عن عائشة، وهذا أخرجه الشيخان أيضا من رواية منصور والأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها وهذا جميع ما لأبي وائل في الكتب الستة عن عائشة. وأخرج ابن حبان في (صحيحه) من رواية شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عائشة حديث: ما من مسلم يشاك شوكة فما دونها إلا رفعه الله بها درجة.
قوله: (عجوزان) العجوز يطلق على الشيخ والشيخة ولا يقال: عجوزة، إلا على لغة رديئة، والعجز بضمتين جمعه. قيل: قد تقدم في الجنائز أن يهودية دخلت وأجيب: لا منافاة بينها. قوله: (ولم أنعم) قال بعضهم: هو رباعي من أنعم.
قلت: هو ثلاثي مزيد فيه ولا يقال الرباعي إلا في الأصول أي: لم أحسن في تصديقهما، ولحاصل أنها ما صدقتهما. قوله: (إن عجوزين) حذف خبره للعلم به وهو: دخلتا. قال بعضهم: ظهر لي أن البخاري هو الذي اختصره.
قلت: الظاهر أن الذي حذفه أحد الرواة. قوله: (وذكرت له) قال بعضهم بضم التاء وسكون الراء، أي: ذكرت له ما قالتا:
قلت: يجوز أن يكون بفتح الراء وسكون التاء ولا مانع من ذلك لصحة المعنى. قوله: (تسمعه البهائم) وتقدم في الجنائز أن صوت الميت يسمعه كل شيء إلا الإنسان، وقد مر الكلام فيه هناك، قيل: العذاب ليس مسموعا وأجيب: بأن المقصود صوت المعذب من الإنس ونحوه، أو بعض العذاب نحو الضرب فإنه مسموع. قوله: (بعد) بني على الضم أي: بعد ذلك. قوله: (إلا تعود) ويروى: إلا يتعوذ بلفظ المضارع.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»