بالخلف يعني أيقن بأن الله سيخلف عليه، وهي رواية ابن عباس. قوله: (فسيسره) أي: فسنهيئه لليسرى، أي للحالة اليسرى وهو العمل بما يرضاه الله تعالى. والفريق الآخر هو قوله: * (وأما من بخل) * أي: بالنفقة في الخير. * (واستغنى) * أي: عن ربه فلم يرغب في ثوابه * (فسنيسره للعسرى) * أي: للعمل بما لا يرضاه الله حتى يستوجب النار، وقيل: سندخله في جهنم، والعسر اسم لجهنم.
121 ((باب التكبير والتسبيح عند التعجب)) أي: هذا باب في بيان استحباب التكبير بأن يقول: الله أكبر، واستحباب التسبيح بأن يقول: سبحان الله، عند التعجب يعني: عند استعظام الأمر، وأشار البخاري بهذه الترجمة إلى رد من منع ذلك، وقال ابن بطال: التسبيح والتكبير معناهما هنا تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن السوء، وفيه تمرين اللسان على ذكر الله تعالى.
6218 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني هند بنت الحارث أن أم سلمة رضي الله عنها قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: سبحان الله! ماذا أنزل من الخزائن وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجر يريد به أزواجه حتى يصلين، رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة.
مطابقته للترجمة في قوله: (سبحان الله). وأبو اليمان الحكم بن نافع، وهند منصرف وغير منصرف بنت الحارث الفراسية بكسر الفاء وبالراء وبالسين المهملة، وقيل : القرشية وكانت تحت معبد بن المقداد بن الأسود، وأم سلمة أم المؤمنين واسمها هند بنت أبي أمية.
والحديث مضى في العلم في: باب العلم والموعظة، فإنه أخرجه هناك عن صدقة عن ابن عيينة... الخ. وفي صلاة الليل عن محمد بن مقاتل، وفي اللباس وفي علامات النبوة، ومضى الكلام فيه.
قوله: (من الخزائن) أريد بها الرحمة، عبر عن الرحمة بالخزائن. كقوله: خزائن رحمة ربي، قوله: (من الفتن) أي: العذاب، عبر عن العذاب بالفتن لأنها أسباب مؤدية إلى العذاب، أو هو من المعجزات لما وقع من الفتن بعد ذلك، وفتح الخزائن حين تسلط الصحابة على فارس والروم. قوله: (الحجر) جمع حجرة. قوله: (رب) فيه لغات وفعله محذوف أي: رب كاسية عرفتها، والمراد، أن اللاتي تلبس رقيق الثياب التي لا تمنع من إدراك لون البشرة معاقبات في الآخرة بقضية التعري، أو إن اللابسات للثياب النفيسة عاريات عن الحسنات.
واعلم أن هذا الحديث وقع في بعض النسخ قبل هذا الباب، أعني: باب التكبير، وحينئذ لا يناسب ترجمة ذلك الباب، قال ابن بطال: قلت للمهلب: ليس حديث أم سلمة مناسبا للترجمة، وقال: إنما هو مقو للحديث السابق، يعني لما ذكر أن لكل نفس بحكم القضاء والقدر مقعدا من الجنة أو النار، أكد التحذير من النار بأقوى أسبابها وهي الفتن والطغيان والبطر عند فتح الخزائن، ولا تقصير في أن يذكر ما يوافق الترجمة ثم يتبعه بما يوافق معناه، قلت: هذه تكلفات، وحديث الباب مطابق للترجمة. والله أعلم.
وقال ابن أبي ثور عن ابن عباس عن عمر قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم طلقت نساءك؟ قال: لا. قلت: الله أكبر مطابقته للترجمة في قوله: (الله أكبر) واسم ابن أبي ثور عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، بلفظ الحيوان المشهور، من بني نوفل، وهذا التعليق طرف من حديث طويل تقدم موصولا في كتاب العلم.
6219 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري.
(ح) وحدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن علي بن الحسين أن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الغوابر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة من العشاء ثم قامت تنقلب، فقام معها النبي صلى الله عليه وسلم