عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ١٧٢
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (وكان في خلقه شيء) أي: في خلق مخرمة شيء أي نوع من الشكاسة.
وابن علية بضم العين المهملة وفتح اللام وتشديد الياء آخر الحروف وهو إسماعيل بن إبراهيم، وعلية اسم أمه، وأيوب هو السختياني وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة بضم الميم وفتح اللام واسمه زهير القرشي، وعبد الله هذا تابعي، وحديثه مرسل، ومخرمة بفتح الميمين وسكون الخاء المعجمة والد المسور بكسر الميم وسكون السين المهملة وكلاهما صحابي، وقد مر حديثهما في كتاب اللباس في: باب القباء وفروج حرير.
قوله: (أقبية) جمع قباء من ديباج وهو الثوب المتخذ من الإبر يسم وهو فارسي معرب. قوله: (مزررة) من التزرير وهو جعلك للثياب أزرارا. قوله: (بالذهب) يتعلق بالمزررة. قوله: (فقسمها في ناس) أي: قسم النبي صلى الله عليه وسلم، الأقبية المذكورة بين ناس، وكلمة: في، بمعنى بين، كما في قوله تعالى: * ((98) فادخلي في عبادي) * (الفجر: 29) أي: بين عبادي. قوله: (واحدا) أي: ثوبا واحدا من الأقبية لأجل مخرمة، وكان غائبا. قوله: (فلما جاء) أي: مخرمة، قال صلى الله عليه وسلم: خبأت هذا لك، وفي رواية الكشميهني: قد خبأت. قوله: (قال أيوب) موصول بالسند المذكور، وقال، هنا بمعنى: أشار، لأن لفظ القول يطلق ويراد به الفعل أي: أشار أيوب إلى ثوبه ليستحضر فعل النبي صلى الله عليه وسلم، قائلا: إنه أي: إن النبي صلى الله عليه وسلم، يريه إياه أي: يري مخرمة الثوب الذي خباه له يطيب قلبه به، لأنه كان في خلقه شيء كما ذكرنا، ويروى: وأنه يريه إياه، بالواو.
ورواه حماد بن زيد عن أيوب. وقال حاتم بن وردان: حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية.
أي: روى الحديث المذكور حماد بن زيد عن أيوب السختياني، ورواه البخاري موصولا في: باب قسمة الإمام ما يقدم عليه، أخرجه عبد الله بن عبد الوهاب عن حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة: أن النبي صلى الله عليه وسلم، أهديت له أقبية... الحديث. قوله: وقال حاتم، بالحاء المهملة ابن وردان البصري... إلى آخره وقد تقدم في: باب قسمة الإمام ما يقدم عليه، وهذا تعليق وصورة رواية حماد إرسال، ولكن الحديث في الأصل موصول وتعليق حاتم وصله البخاري في الشهادات في: باب شهادة الأعمى، وأمره ونكاحه عن زياد بن يحيى حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عبد الله عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة، قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم، أقبية الديباج... الحديث.
83 ((باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)) أي: هذا باب في ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، غير أن في الحديث من: جحر واحد، واللدغ بالدال المهملة والغين المعجمة ما يكون من ذوات السموم، واللذع بالذال المعجمة والعين المهملة ما يكون من النار، والجحر بضم الجيم وسكون الحاء المهملة.
وقال معاوية: لا حليم إلا ذو تجربة معاوية هو ابن أبي سفيان. ومناسبة ذكر أثره للحديث الذي هو الترجمة هي أن الحليم الذي ليس له تجربة قد يقع في أمر مرة بعد أخرى فلذلك قيد الحليم بذي التجربة. قوله: لا حليم إلا ذو تجربة، وفي رواية أبي ذر: لا حلم بكسر الحاء وسكون اللام إلا بتجربة، والحلم عبارة عن التأني في الأمور المقلقة، والمعنى: أن المرء لا يوصف بالحلم حتى يجرب الأمور، وقيل: إن من جرب الأمور وعرف عواقبها آثر الحلم وصبر على قليل الأذى ليدفع به ما هو أكثر منه، وتعليق معاوية وصله أبو بكر بن أبي شيبة في (مصنفه) عن عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: قال معاوية: لا حلم إلا بالتجارب.
6133 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة،
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»