حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عاد المقنع ثم قال: لا أبرح حتى تحتجم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن فيه شفاء.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (إن فيه شفاء) على ما لا يخفى، وسعيد بن تليد. بفتح التاء المثناة من فوق وكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف، وهو سعيد بن عيسى بن تليد نسب إلى جده، وهو مصري، وثقه ابن يونس. قال: وكان فقيها ثبتا في الحديث وكان يكتب للقضاة، وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري، وعمرو هو ابن الحارث المصري وغيره، قيل: يحتمل أن يكون عبد الله بن لهيعة المصري، وبكير مصغر بكر بن عبد الله بن الأشج.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الطب عن أبي نعيم وإسماعيل بن أبان وأبي الوليد. وأخرجه مسلم في الطب أيضا عن هارون بن معروف وغيره. وأخرجه النسائي فيه عن وهب بن بيان.
قوله: (عاد المقنع) بقاف ونون ثقيلة مفتوحة هو ابن سنان التابعي يعني: زاره في مرضه، ثم قال: لا أبرح، أي: لا أخرج من عندك حتى تحتجم. قوله: إن فيه شفاء، الضمير يرجع إلى الحجم الذي يدل عليه. قوله: حتى تحتجم.
14 ((باب الحجامة على الرأس)) أي: هذا باب في بيان الحجامة على الرأس.
5698 حدثنا إسماعيل قال: حدثنيسليمان عن علقمة أنه سمع عبد الرحمان الأعرج أنه سمع عبد الله بن بحينة يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، احتجم بلحيي جمل من طريق مكة وهو محرم في وسط رأسه.
5699 وقال الأنصاري: أخبرنا هشام بن حسان حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في رأسه.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وإسماعيل هو ابن أبي أويس، وسليمان هو ابن بلال أبو أيوب، وعلقمة بن أبي علقمة مولى عائشة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعبد الله بن بحينة مر عن قريب.
والحديث مضى في الحج في: باب الحجامة للمحرم.
قوله: (بلحي جمل) كذا وقع: بحلي جمل، بالتثنية وقد ضمى في الحج بلحي جمل بالإفراد بفتح اللام وسكون الحاء المهملة، والجمل بفتح الجيم والميم وهو اسم موضع، وقال ابن وضاح: هي بقعة معروفة وهي عقبة الجحفة على سبعة أميال من السقيا، وزعم بعضهم أنها الآلة التي احجتم بها أي: احتجم بعظم جمل. قلت: المعتمد الأول، والباء فيه بمعنى: في أي: في لحيي جمل، وعلى الثاني الباء للاستعانة. قوله: وهو محرم جملة حالية، قوله: وسط رأسه بفتح السين ويجوز تسكينها وقد تقدم الكلام فيه في كتاب الحج. قوله: (وقال الأنصاري) وهو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك.
وهذا التعليق وصله البيهقي من طريق أبي حاتم الرازي: حدثنا الأنصاري بلفظ: احتجم وهو محرم من صداع كان به أو داء، واحتجم في موضع يقال له: لحي جمل.
15 ((باب من احتجم من الشقيقة والصداع)) أي: هذا باب في بيان من احتجم من الشقيقة، وهي وجع في أحد شقي الرأس، والصداع ألم في أعضاء الرأس، وهو من عطف العام على الخاص، وقد سقطت هذه الترجمة من رواية النسفي، وألحق حديثهما في الباب الذي قبله، وهو الأوجه.
5700 حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لحيي جمل. (انظر الحديث 1835).
5701 وقال محمد بن سواء: أخبرنا هشام عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به.