عمدة القاري - العيني - ج ٢٠ - الصفحة ٤٨
عن محمود بن غيلان. وأخرجه النسائي في الصلاة وفي فضائل القرآن عن محمد بن منصور وغيره.
قوله: (بئس)، قال القرطبي: بئس أخت نعم، الأولى للذم والأخرى للمدح، وهما فعلان غير متصرفين يرفعان الفاعل ظاهرا أو مضمرا إلا أنه إذا كان ظاهرا لم يكن في الأمر العام إلا بالألف واللام للجنس أو يضاف إلى ما هما فيه حتى يشتمل بن علي الموصوف بأحدهما، ولا بد من ذكره تعيينا كقوله: نعم الرجل زيد، وبئس الرجل عمرو، فإن كان الفاعل مضمرا فلا بد من ذكر اسم نكرة ينصب بن علي التفسير للمضمر كقولك: نعم رجلا زيد، وقد يكون هذا التفسير ما بن علي نص عليه سيبويه كما في هذا الحديث، وكما في قوله: فنعما هي: وما، نكرة موصوفة. قوله: (أن يقول) مخصوص بالذم أي: بئس شيئا كائنا أحدهم. يقول قوله: (نسيت)، بفتح النون وتخفيف السين اتفاقا. قوله: (كيت وكيت) قال القرطبي: كيت وكيت، يعبر بهما عن الجمل الكثيرة، والحديث الطويل، ومثلها: ذيت وذيت، وقال ثعلب: كيت للأفعال، وذيت للأسماء، وحكى ابن التين عن الداودي أن هذه الكلمة مثل: كذا إلا بالمؤنث، وزعم أبو السعادات أن أصلها: كيه، بالتشديد والتاء فيها بدل من إحدى الياءين والهاء التي في الأصل محذوفة وقد تضم التاء وتكسر. قوله: (بل نسي) بضم النون وكسر السين المهملة المشددة. وقال القرطبي: رواه بعض رواة مسلم بالتخفيف، وقال عياض: كان أبو الوليد الوقشي لا يجوز في هذا غير التخفيف، وقال القرطبي: التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره، قال: ومعنى التخفيف أن الرجل تركه غير ملتفت إليه، والحاصل أن الذم فيه يرجع إلى المقال فنهي أن يقال: نسيت آية كذا إلا أنه يتضمن التساهل فيه والتغافل عنه وهو كراهة تنزيه، وقال القاضي: الأولى أن يقال: إنه ذم الحال لازم المقال، أي: بئس حال من حفظ القرآن فيغفل عنه حتى نسيه، وقال الخطابي: بئس، يعني: عوقب بالنسيان بن علي ذنب كان منه أو بن علي سوء تعهده بالقرآن حتى نسيه، وقد يحتمل معنى آخر وهو أن يكون ذلك في زمنه صلى الله عليه وسلم حين النسخ وسقوط الحفظ عنهم. فيقول القائل منهم: نسيت كذا، فنهاهم عن هذا القول لئلا يتوهموا بن علي محكم القرآن الضياع، فأعلمهم أن ذلك بإذن الله، ولما رآه من المصلحة في نسخه، ومن أضاف النسيان إلى الله تعالى فإنه خالقه وخالق الأفعال كلها، ومن نسبه إلى نفسه فلأن النسيان فعل منه يضاف إليه من جهة الاكتساب والتصرف. ومن نسب ذلك إلى الشيطان. كما قال يوشع بن نون، عليه السلام * (وما أنسانيه إلا الشيطان) * (الكهف: 36) فلما جعل الله له من الوسوسة، فلكل إضافة منها وجه صحيح. قوله: (واستذكروا القرآن). أي: واظبوا بن علي تلاوته واطلبوا من أنفسكم المذاكره به، وقال الطيبي: وهو عطف من حيث المعنى بن علي قوله: بئس ما لأحدكم أي لا تقتصروا في معاهدته واستذكروه. قوله: (تفيصا)، بفتح الفاء وتشديد الصاد المكسورة بعدها الياء آخر الحروف. هو الانفصال والانفلات والتخلص. يقال تفصيت كذا أي: أحطت بتفاصيله، والاسم الفصة. قوله: (من النعم) وهي الإبل ولا واحد له من لفظه.
52 - (حدثنا عثمان حدثنا جرير عن منصور مثله) عثمان هو ابن أبي شيبة وجرير هو ابن عبد الحميد ومنصور هو المذكور في الإسناد الذي قبله وهذا الطريق ثبت عند الكشميهني وحده وثبت أيضا في رواية النسفي وقد أخرجه مسلم عن عثمان بن أبي شيبة مقرونا بإسحق بن راهويه وزهير بن حرب ثلاثتهم عن جرير ولفظه مساو للفظ شعبة المذكور إلا أنه قال استذكروا بغير واو وقال فهو أشد بدل قوله فإنه وزاد بعد قوله من النعم بعقلها قوله ' مثله ' أي مثل الحديث الذي قبله (تابعه بشر عن ابن المبارك عن شعبة وتابعه ابن جريج عن عبدة عن شقيق سمعت عبد الله سمعت النبي ) أي تابع محمد بن عرعرة بشر بن عبد الله المروزي شيخ البخاري عن عبد الله بن المبارك المروزي في رواية هذا الحديث عن شعبة وليس بشر وابن المبارك بمنفردين في هذه المتابعة فإن الإسماعيلي روى هذه المتابعة عن الفريابي حدثنا مزاحم بن سعيد حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا شعبة قوله ' وتابعه ابن جريج ' أي تابع محمد بن عرعرة عبد الملك بن
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»