عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ٤٢
هذا الحديث عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة كما رأيته، وهو الصواب، كما قال أبو ذر لا كما وقع في بعض نسخه: حدثنا مسدد، ووقع في كلام الجياني: أنه ساقه أولا بكماله عن مسدد، ثم ساق الخلاف في لفظه من المتن عن موسى، والذي في الأصول ما ذكره سياقة واحدة، لا كما قاله، وهذا الموضع موضع تنبه وتيقظ.
قوله: (ماء)، منصوب لأنه خبر: إن، و: نارا، عطف عليه. قوله: (يرى) بفتح الياء وضمها، هذا من جملة فتنته امتحن الله بها عباده فيحق الحق ويبطل الباطل، ثم يفضحه ويظهر للناس عجزه. قوله: (قال حذيفة)، شروع في الحديث الثاني. قوله: (وسمعته يقول)، أي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول. قوله: (فأجازيهم)، أي: أتقاضاهم الحق، والمجازي المتقاضي، يقال: تجازيت ديني عن فلان إذا تقاضيته، وحاصله أخذ منهم وأعطى، ووقع في رواية الإسماعيلي: وأجازفهم، من المجازفة، ووقع في أخرى: وأحاربهم، بالحاء المهملة والراء، وكلاهما تصحيف. قوله: (فقال، وسمعته)، شروع في الحديث الثالث، ويروى: وقال، بالواو. قوله: (وخلصت)، بفتح اللام أي: وصلت. قوله: (فامتحشت)، أي: احترقت، وهو على صيغة بناء الفاعل، كذا ضبطه الكرماني، وضبطه بعضهم على بناء صيغة المجهول، وله وجه وهو من الامتحاش ومادته: ميم وحاء مهملة وشين معجمة، والمحش: احتراق الجلد وظهور العظم. قوله: (يوما راحا) أي: يوما شديد الريح، وإذا كان طيب الريح يقال: يوم ريح، بالتشديد، وقال الخطابي: يوم راح أي: ذو ريح، كما يقال: رجل مال، أي: ذو مال. قوله: (فاذروه) أمر من الإذراء، يقال: ذرته الريح وأذرته تذروه وتذريه أي: أطارته. قوله: (قال عقبة بن عمرو)، وهو أبو مسعود البدري (وأنا سمعته) يعني النبي صلى الله عليه وسلم وظاهر الكلام يقتضي أن الذي سمعه أبو مسعود هو الحديث الأخير فقط، لكن رواية شعبة عن عبد الملك بن عمير نبئت أنه سمع الجميع، فإنه أورده في الفتن في قصة الذي كان يبايع الناس من حديث حذيفة، وقال في آخره: قال أبو مسعود وأنا سمعته، وكذلك في حديث الذي أوصى بنيه، كما ستقف عليه في حديث في أواخر هذا الباب. قوله: (وكان نباشا) ظاهره أنه من زيادة أبي مسعود في الحديث، لكن أورده ابن حبان من طريق ربعي عن حذيفة، قال: توفي رجل كان نباشا، فقال لأولاده: أحرقوني، فدل على أن قوله: (وكان نباشا) من رواية حذيفة وأبي مسعود، معا والله أعلم.
4543 حدثني بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرني معمر ويونس عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عائشة وابن عباس رضي الله تعالى عنهم قالا ل ما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا..
مطابقته للترجمة يمكن أن تؤخذ من قوله: (لعنة الله على اليهود) لأنهم من بني إسرائيل، وهم أقدم من النصارى. وبشر، بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة: ابن محمد السختياني المروزي، وهو من أفراده، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة. والحديث مضى في كتاب الصلاة في باب مجرد عقيب: باب الصلاة في البيعة، ومضى الكلام فيه قوله: (لما نزل برسول الله، صلى الله عليه وسلم) يعني: الموت.
5543 حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات القزاز قال سمعت أبا حازم قال قاعدت أبا هريرة رضي الله تعالى عنه خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»