عنهما، قال: إن قاتل النفس عمدا بغير حق لا توبة له، واحتج في ذلك بقوله تعالى: * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) * (النساء: 39). ادعى أن هذه الآية مدنية نسخت هذه الآية المكية، وهي: * (والذين لا يدعون مع الله إل 1764; ها آخر) * (الفرقان: 86). الآية، هذا هو المشهور عن ابن عباس، وروي عنه أن له توبة، وجواز المغفرة له لقوله تعالى: * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) * (النساء: 011). وهذه الرواية الثانية هي مذهب جميع أهل السنة والصحابة والتابعين ومن بعدهم. قال النووي: وما روي عن بعض السلف مما يخالف هذا فمحمول على التغليظ والتحذير من القتل، وليس في هذه الآية التي احتج بها ابن عباس تصريح بأنه يخلد، وإنما فيها أنه جزاؤه، ولا يلزم منه أن يجازى. قوله: (فذكرته لمجاهد) أي: قال عبد الرحمن بن أبزى: فذكرت الحديث لمجاهد بن جبير (فقال: إلا من ندم) يعني: قال الآية الثانية مطلقة فتقيد بقوله: إلا من ندم، إلا من تاب حملا للمطلق على المقيد.
6583 حدثنا عياش بن الوليد حدثنا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي قال حدثني عروة بن الزبير قال سألت ابن عمرو بن العاص قلت أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال * (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) * (غافر: 82). (انظر الحديث 8763 وطرفه).
مطابقته للجزء الأول من الترجمة أظهر ما يكون، وعياش، بتشديد الياء آخر الحروف وبالشين المعجمة: ابن الوليد الرقام البصري، والوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي، يروي عن عبد الرحمن الأوزاعي. والحديث مر في مناقب أبي بكر، رضي الله تعالى عنه، فإنه أخرجه هناك عن محمد بن يزيد الكوفي عن الوليد عن الأوزاعي.. إلخ نحوه. قوله: (أخبرني بأشد شيء) إلخ.. قيل هذا يعارضه حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال لها وكان أشد ما لقيت من قومك فذكر قصته بالطائف مع ثقيف وأجيب بأن عبد الله ابن عمرو أخبر بما رآه، ولم يكن حاضرا للقصة التي وقعت بالطائف، وما جاء عن أحد من الصحابة بخلاف حديث الباب، فيحمل على التعدد.
تابعه ابن إسحاق. حدثني يحيى بن عروة عن عروة قلت لعبد الله بن عمر و أي: تابع عياش بن الوليد محمد بن إسحاق في روايته عن يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام عن أبيه عروة. قلت: لعبد الله بن عمرو وكلاهما قالا: عبد الله بن عمرو، وأخرج هذه المتابعة أحمد في (مسنده): من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق إلخ نحوه.
وقال عبدة عن هشام عن أبيه قيل لعمرو بن العاص أي: قال عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عروة، قيل لعمرو بن العاص: هكذا خالف هشام بن عروة أخاه يحيى ابن عروة في اسم الصحابي، فإن يحيى قال: عبد الله بن عمرو، وقال هشام: عمرو بن العاص، وتعليق عبدة أسنده أبو عبد الرحمن في كتابه عن هناد عنه به من مسند عمرو بن العاص في كتاب التفسير.
وقال محمد بن عمر و عن أبي سلمة حدثني عمرو بن العاص أي: قال محمد بن عمرو بن علقمة الليثي المدني: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهذا التعليق وصله البخاري في خلق أفعال العباد على ما يجيء، إن شاء الله تعالى. وأخرجه أبو القاسم في معجمه عن عبد بن عباد حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن عبدة به.