كاد زيد يخرج وكاد: أن يخرج، أي: قارب أمية الإسلام ولكنه لم يسلم وكان يتعبد في الجاهلية ويؤمن بالبعث وأدرك الإسلام ولم يسلم، وفي (صحيح مسلم): عن الشريد، بفتح الشين المعجمة ابن سويد. قال: (ردفت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يوما فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ قلت: نعم. قال: هيه، فأنشدته بيتا، فقال: هيه، حتى أنشدته مائة بيت، فقال: لقد كاد يسلم في شعره)، وروى ابن منده من حديث ابن عباس: أن الفارعة بنت أبي الصلت أخت أمية أتت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته من شعر أمية. قال: لقد كاد أن يسلم في شعره.
2483 حدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمان ابن القاسم عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام تدري ما هذا فقال أبو بكر وما هو قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه.
مطابقته للترجمة في قوله: (كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية) وإسماعيل هو ابن أبي أويس، واسمه: عبد الله المدني ابن أخت مالك ابن أنس. وأخوه عبد الحميد يكنى أبا بكر المدني، وسليمان هو ابن بلال أبو أيوب القرشي التيمي المدني، ويحيى بن سعيد هو الأنصاري قاضي المدينة.
قوله: (يخرج)، بضم الياء من الإخراج، أراد أنه يأتي له بما يكسبه من الخراج وهو ما يقرره السيد على عبده من مال يدفعه إليه من كسبه. قوله: (كنت تكهنت) ، من الكهانة وهو إخبار عما سيكون من غير دليل شرعي، وكان هذا كثيرا في الجاهلية خصوصا قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (وما أحسن) الواو فيه للحال. قوله: (فأعطاني بذلك)، أي: بمقابلة ما تكهنت له. قوله: (فقاء)، أي: استفرغ كل ما أكل منه، وإنما قاء لأن حلوان الكاهن منهي عنه، والمحصل من المال بطريق الخديعة حرام، وقال ابن التين: والله تعالى وضع ما كان في الجاهلية، ولو كان في الإسلام لغرم مثل ما أكل أو قيمته إن لم يكن مما يقضي فيه بالمثل.
3483 حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال كان أهل الجاهلية يتبايعون لحوم الجزور إلى حبل الحبلة قال وحبل الحبلة أن تنتج الناقة ما في بطنها ثم تحمل التي نتجت فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. (انظر الحديث 3412 وطرفه).
مطابقته للترجمة ظاهرة، ويحيى هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنهم. والحديث مضى في كتاب البيوع في: باب بيع الغرر، وحبل الحبلة، ومضى الكلام فيه هناك مستوفى.
4483 حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي قال حدثنا غيلان بن جرير كنا نأتي أنس بن مالك فيحدثنا عن الأنصار وكان يقول لي فعل قومك كذا وكذا يوم كذا وكذا وفعل قومك كذا وكذا يوم كذا وكذا. (انظر الحديث 6773).
مطابقته للترجمة من حيث إن قوله: (فعل قومك كذا وكذا...) إلى آخره، يحتمل أن يشير به إلى ما صدر عنهم من الوقائع في الجاهلية. فإن قلت: يحتمل أيضا أن يشير به إلى ما صدر عنهم من الوقائع في الإسلام فلا يطابق الترجمة. قلت: يحتمل الأعم منهما أيضا فالمطابقة بهذا المقدار كافية.
وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، ومهدي هو ابن ميمون المغولي الأزدي