مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (لما نرى) إلى آخره. ومحمد بن العلاء أبو كريب الهمداني الكوفي، وهو شيخ مسلم أيضا وإبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي، يروى عن أبيه يوسف بن إسحاق وهو يروي عن جده أبي إسحاق السبيعي.
والحديث أخرجه البخاري في المغازي عن عبد الله بن محمد وإسحاق بن نصر. وأخرجه مسلم في الفضائل عن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعن آخرين. وأخرجه الترمذي في المناقب عن أبي كريب به. وأخرجه النسائي فيه عن عبدة بن عبد الله وعن محمد بن بشار.
قوله: (قدمت أنا وأخي) قد ذكرنا في مناقب أبي بكر أن لأبي موسى أخوين: أبو رهم وأبو بردة، وقيل: إن له أخا آخر اسمه: محمد، وأشهرهم أبو بردة، بضم الباء الموحدة واسمه: عامر. قوله: (ما نرى) يجوز أن يكون حالا من فاعل: (مكثنا) ويجوز أن يكون صفة لقوله: (حينا). قوله: (لما نرى) اللام فيه للتعليل، وكلمة ما، مصدرية أي: لأجل رؤيتنا دخول عبد الله بن مسعود ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يدل على خصوصيته بملازمة النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه: دلالة على فضله وخيره.
82 ((باب ذكر معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما)) أي: هذا باب فيه ذكر أبي عبد الرحمن بن معاوية بن أبي سفيان، واسمه: صخر، ويكنى أيضا أبا حنظلة بن حرب بن أبي أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فمعاوية وأبوه من مسلمة الفتح، وقيل: إنه أسلم زمن الحديبية وأسلمت أمه أيضا بعده، وكتب معاوية للنبي صلى الله عليه وسلم، وولي إمرة دمشق عن عمر بن الخطاب بعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان سنة تسع عشرة، واستمر عليها بعد ذلك في خلافة عثمان ثم زمان محاربته لعلي والحسن، ثم اجتمع عليه الناس في سنة إحدى وأربعين إلى أن مات سنة ستين، فكانت ولايته ما بين إمارة ومحاربة ومملكة أكثر من أربعين سنة متوالية.
4673 حدثنا الحسن بن بشر حدثنا المعافى عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة قال أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لإبن عباس فأتى ابن عباس فقال دعه فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. (الحديث 4673 طرفه في: 5673).
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه ذكر معاوية. وفيه: دلالة أيضا على فضله من حيث إنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم.
والحسن بن بشر، بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة: أبو مسلم بن المسيب أبو علي البجلي الكوفي، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين، والمعافى، بلفظ اسم المفعول من المعافاة، بالمهملة والفاء: ابن عمران الأزدي الموصلي، يكنى أبا مسعود، أحد الأعلام من الثقات النبلاء، ولقد لقي بعض التابعين وتلمذ لسفيان الثوري وكان يلقب: ياقوتة العلماء، وكان الثوري شديد التعظيم له، مات سنة خمس أو ست وثمانين ومائة، وليس له في البخاري سوى هذا الموضع وموضع آخر تقدم في الاستسقاء، وعثمان بن الأسود بن موسى المكي، وابن أبي مليكة عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
وأخرجه البخاري أيضا عن ابن أبي مريم عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة على ما يجيء الآن.
قوله: (وعنده مولى لابن عباس)، وهو: كريب روى ذلك محمد بن نصر المروزي في كتاب (الوتر) له من طريق ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن كريب. قوله: (فأتى ابن عباس فقال: دعه)، فيه حذف تقديره: فأتى ابن عباس فأخبره بذلك، فقال، الفاء فيه فصيحة، وهي التي تفصح عن المقدر المذكور. قوله: (دعه)، أي: اترك القول فيه والإنكار عليه فإنه صحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإنه عارف بالفقه.
5673 حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع بن عمر حدثني ابن أبي مليكة قيل ل ابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال أصاب إنه فقيه. (انظر الحديث 4673).