هذا طريق آخر في الحديث السابق من حيث المعنى، أخرجه أيضا عن قتيبة بن سعيد عن حاتم، بالحاء المهملة وبالتاء المثناة من فوق: ابن إسماعيل الكوفي، سكن المدينة عن يزيد من الزيادة ابن عبيد مولى سلمة بن الأكوع عن مولاه سلمة بن الأكوع.
والحديث مر في الجهاد في: باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه أخرجه هناك بهؤلاء الرواة بعينهم، وبعين هذا المتن، وقد مر الكلام فيه هناك وفي (الإكليل) للحاكم: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى بعض حصون خيبر، فقاتل وجهد ولم يك فتح، فبعث عمر، رضي الله تعالى عنه، فلم يك فتح فأعطاه علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، قال: رواه جماعة من الصحابة غير سهل: أبو هريرة وعلي وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام والحسن بن علي وابن عباس وجابر ابن عبد الله وعبد الله بن عمر وأبو سعيد الخدري وسلمة بن الأكوع وعمران بن حصين وأبو ليلى الأنصاري وبريدة وعامر بن أبي وقاص وآخرون.
قوله: (أو ليأخذن) شك من الراوي، وكذا قوله: (أو قال: يحب الله ورسوله) وفي الحديث الماضي: بصق في عينيه، ولم يذكر هنا في حديث سلمة، ويروى: قال علي: فوضع رأسي في حجره ثم بصق في ألية راحتيه ثم دلك بها عيني، ثم قال: اللهم لا يشتكي حرا ولا قرا، قال علي: فما اشتكيت عيني لا حرا ولا قرا حتى الساعة، وفي لفظ: دعا له بست دعوات: اللهم أعنه واستعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قوله: (فأعطاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم) أي: رايته، وقال ابن عباس: فكانت راية رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعد ذلك في المواطن كلها مع علي، رضي الله تعالى عنه، وفي حديث جابر بن سمرة (قالوا يا رسول الله! من يحمل رأيتك يوم القيامة؟ قال: من عسى أن يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها في الدنيا؟ علي بن أبي طالب؟) وفي كتاب أبي القاسم البصري من حديث قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لأعطين الراية رجلا كرارا غير فرار، فقال حسان: يا رسول الله! أتأذن لي أن أقول في علي شعرا؟ قال: قل، قال:
* وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحسن مداويا * * حباه رسوله الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا * * وقال سأعطي الراية اليوم صارما * فذاك محب للرسول مواتيا * * بحب النبي، والإله يحبه * فيفتح هاتيك الحصون التواليا * * فأقضي بها دون البرية كلها * عليا، وسماه: الوزير المواخيا * 3073 حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجلا جاء إلي سهل بن سعد فقال هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليا عند المنبر قال فيقول ماذا قال يقول له أبو تراب فضحك قال والله ما سماه إلا النبي صلى الله عليه وسلم وما كان له إسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث سهلا وقلت يا أبا عباس كيف قال دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين ابن عمك قالت في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول إجلس يا أبا تراب مرتين.
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه دلالة على فضيلة علي، رضي الله تعالى عنه، وعلو منزلته عند النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه مشى إليه ودخل المسجد ومسح التراب عن ظهره واسترضاه تلطفا به، لأنه كان وقع بين علي وفاطمة شيء، فلذلك خرج إلى المسجد واضطجع فيه، صرح بذلك في رواية البخاري التي مضت في كتاب الصلاة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم، لفاطمة: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج) ولم يقل... الحديث.
وأبو حازم