في الإنجيل: ماقيان، وتفسيره بالعربي: عيسى، وهو ابن أنوش، بفتح الهمزة الممدودة وضم النون، وفي آخره شين معجمة، ومعناه: الصادق، ويقال: إيناش، بكسر الهمزة، وهو في اللغة العبرانية وتفسيره بالعربية: إنسان، ويقال: يانش، بالياء آخر الحروف، ومعناه المستوي، وهو ابن شيث، بكسر الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره ثاء مثلثة ومعناه: هبة الله، ويقال: عطية الله، وهذا اسمه بالعبرانية، وبالسريانية: شاث، بالألف موضع الياء، وتوفي شيث وعمره تسعمائة سنة واثني عشر سنة، ودفن مع أبويه آدم وحواء في غار أبي قبيس، وهو الذي بنى الكعبة بالطين والحجارة وكانت هناك خيمة لآدم عليه الصلاة والسلام، وضعها الله له من الجنة، وكان أبوا نوح، عليه الصلاة والسلام، مؤمنين، واسم أمه قيثوش بنت بركاييل بن مخواييل بن أخنوح، وذكر الزمخشري: أمن اسم أم نوح شمحا بنت آنوش، وأرسل الله نوحا، عليه الصلاة والسلام، إلى ولد قابيل ومن تابعهم من ولد شيث وهو ابن خمسين سنة، وقيل: ابن ثلاثمائة وخمسين سنة، وقيل: ابن ثمانين وأربعمائة سنة، واختلفوا في مقامه على قولين: أحدهما: بالهند، قاله مجاهد. والثاني: بأرض بابل والكوفة، قاله الحسن البصري، وقال ابن جرير: كان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة، وقال مقاتل: بينه وبين آدم ألف سنة، وبينه وبين إدريس مائة سنة. وهو أول نبي بعد إدريس، عليه الصلاة والسلام، وقال مقاتل: اسمه السكن، وقيل: الساكن، وقال السدي: إنما سمي سكنا لأن الأرض سكنت به. وقيل: اسمه عبد الغفار، ذكره الطبري، وسمي نوحا لكثرة نوحه وبكائه، وقيل: إن الله تعالى أوحى إليه: لم تنوح؟ لكثرة بكائه، فسمي نوحا ويقال: إنه نظر يوما إلى كلب قبيح المنظر، فقال: ما أقبح صورة هذا الكلب، فأنطقه الله عز وجل وقال: يا مسكين على من عبت؟ على النقش أو على النقاش؟ فإن كان على النقش فلو كان خلقي بيدي حسنته؟ وإن كان على النقاش فالعيب عليه اعتراض في ملكه. فعلم أن الله تعالى أنطقه، فناح على نفسه وبكى أربعين سنة، قاله السدي عن أشياخه، ومات نوح وعمره ألف سنة وأربعمائة سنة، قاله ابن الجوزي في كتاب (أعمار الأعيان) وقيل: ألف وثلاثمائة سنة، وقيل: ألف وسبعمائة وثمانين سنة، قيل: إنه مات بقرية الثمانين، وهي القرية التي بناها عند الجودي الذي أرسيت عليه السفينة، وهو بقرب موصل بالشرق، حكاه هارون بن المأمون، وقال ابن إسحاق: مات بالهند على جبل نوذ، وقيل: بمكة، وقال عبد الرحمن بن ساباط: قبر هود وصالح وشعيب ونوح، عليهم الصلاة والسلام، بين زمزم والركن والمقام، وقيل: مات ببابل، وقيل: ببلد بعلبك في البقاع، قرية يقال لها: الكرك فيها قبر يقال له: قبر نوح، ويعرف الآن: بكرك نوح صلى الله عليه وسلم، وقال ابن كثير: وأما قبره فروى ابن جرير والأزرقي: أنه في المسجد الحرام، وهذا أقوى وأثبت من الذي ذكره كثير من المتأخرين من أنه ببلدة بالبقاع تعرف بكرك نوح صلى الله عليه وسلم، وقالوا: ذكره الله في القرآن في مواضع، فقيل: في ثمانية وعشرين موضعا، منها ما ذكره البخاري من قوله: باب قول الله عز وجل: * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) * (هود: 52). وتمام الآية: * (فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إل 1764; ه غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) * (هود: 52). لما ذكر الله تعالى قصة آدم في أول السورة، وهي سورة الأعراف، وما يتعلق بذلك شرع في ذكر قصص الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، الأول فالأول، فابتدأ بذكر نوح، عليه الصلاة والسلام، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض بعد آدم، عليه الصلاة والسلام، وقال ابن إسحاق: لم يلق نبي من قومه من الأذى مثل نوح صلى الله عليه وسلم إلا نبي قتل.
قال ابن عباس بادىء الرأي ما ظهر لنا أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا باديء الرأي) * (هود: 72). ثم فسر باديء الرأي بقوله: ما ظهر لنا. وقرئ باديء بالهمزة وتركها، قال الزمخشري: انتصابه على الظرف، والأراذل: جمع الأرذل، وهو الدون من كل شيء، وقال الزجاج: الأراذل الحاكة.
أقلعي أمسكي أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (يا سماء أقلعي) * (هود: 44). وفسر أقلعي، بقوله: أمسكي، وكذا رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنه، وأقلعي أمر من الإقلاع، وإقلاع الأمر الكف عنه.
وفار التنور نبع الماء