عمدة القاري - العيني - ج ١٣ - الصفحة ٢٣٣
بعدها هاء: ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر أخي الأوس بن حارثة بن ثعلبة العنقاء ابن عمرو المزيقياء بن عامر ماء السماء، وأم الأوس والخزرج: قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن قضاعة، وقيل: قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة، وكان نقيب بني ساعدة، شهد بدرا عند بعضهم ولم يبايع أبا بكر ولا عمر، رضي الله تعالى عنهما، وسار إلى الشام، فأقام بحوران إلى أن مات سنة خمس عشرة، ولم يختلفوا أنه وجد ميتا على مغتسله. وأما أسيد، بضم الهمزة فهو: ابن حضير، بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة: ابن سماك بن عتيك بن امريء القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم ابن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي أبو يحيى، أسلم على يد مصعب بن عمير بالمدينة بعد العقبة الأولى. وقيل: الثانية، واختلف في شهوده بدرا فنفاه ابن إسحاق الكلبي، وأثبته غيرهما، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وشهد مع عمر، رضي الله تعالى عنه، فتح البيت المقدس، مات بالمدينة سنة عشرين، وصلى عليه عمر، رضي الله تعالى عنه.
قولها: (وكان قبل ذلك رجلا صالحا)، وفي مسلم وكان رجلا صالحا، يعني: لم يكن قبل ذلك يحمي لمنافق. قولها: (ولكن احتملته الحمية)، بحاء مهملة وميم أي: أغضبته، وعند مسلم: أجتهلته، بجيم وهاء أي: أغضبته وحملته على الجهل، فالروايتان صحيحتان. قولها: (كذبت لعمر الله والله)، أي: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم لا يجعل حكمه إليك، كذا قال الداودي، وقال ابن التين: معناه أنه قال له: كذبت إنك لا تقدر على قتله، وهذا هو الظاهر. قولها: (فقام أسيد بن الحضير)، قد مرت ترجمته الآن، فقال: كذبت لعمر الله، والله لنقتله، أي: إن أمرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم قتلناه، وقوم أسيد بنو عبد الأشهل. قولها: (فإنك منافق)، أي: تفعل فعل المنافقين، ولم يرد به النفاق الحقيقي. قولها: (فثار الحيان الأوس والخزرج)، أي: تناهضوا للنزاع والعصبية، وأصله من ثار الشيء يثور إذا ارتفع وانتشر. قولها: (حتى هموا)، أي: حتى قصدوا المحاربة وتناهضوا للنزاع. قولها: (فخفضهم)، يعني تلطف بهم حتى سكتوا. قولها: (وقد بكيت ليلتين ويوما)، هذا هكذا في رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: ليلتي ويوما، وفي رواية النسفي وأبي الوقت: ليلتي ويومي. قولها: (فالق)، من فلق؛ إذا شق. قولها: (وأنا أبكي)، جملة حالية. قولها: (إذ استأذنت) كلمة: إذا، للمفاجأة وكذلك؛ إذ، في قولها: (إذ دخل). قولها: (قيل في)، بكسر الفاء وتشديد الياء. قولها: (وقد مكث شهراف لا يوحى إليه)، وفي رواية مسلم: ولقد لبثت شهرا لا يوحى إليه، وذلك ليعلم رسول الله، صلى الله عليه وسلم المتكلم من غيره. قولها: (في شأني) أي: في أمري وحالي. قولها: (ألممت بشيء) وفي رواية: بذنب، وكذا في رواية مسلم، وهو من الإلمام، وهو النزول النادر غير المتكرر، وقال الكرماني: أي: فعلت ذنبا، مع أنه ليس من عادتك. قولها: (فإن العبد إذا اعترف بذنبه تاب الله عليه) قال الداودي: دعاها إلى الاعتراف ولم يأمرها بالستر كغيرها، لأنه لا ينبغي عند الشارع امرأة أصابت ذنبا. قولها: (قلص دمعي)، بفتح القاف واللام أي: ارتفع وانقبض، وقال القرطبي: يعني: أن الحزن والوجدة قد انتهت نهايتهما وبلغت غايتهما ومهما انتهى الأمر إلى ذلك قلص الدمع لفرط حرارة المصيبة. وقال الداودي: قلص دمعي أي: ذهب. وقيل: نقص، وقال ابن السكيت: قلص الماء في البيت إذا ارتفع، وماء قليص. قولها: (ما أحس)، بضم الهمزة من الإحساس، قال تعالى: * (هل تحس منهم من أحد) * (مريم: 89). قولها: (قال: والله ما أدري ما أقول)، معناه: إن الأمر الذي سألها رسول الله، صلى الله عليه وسلم لا يقف منه على أمر زائد على ما عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي من حسن الظن. قولها: (إلا أبا يوسف) أي: إلا مثل يعقوب، عليه الصلاة والسلام، وهو: الصبر، وكأنها من شدة حزنها لم تتذكر اسم يعقوب، وإنما قالت: أبا يوسف، لأنه لما جاء إخوة يوسف أباهم يعقوب ومعهم قميص يوسف بدم كذب. قال يعقوب: * (بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) * (يوسف: 81). قولها: (إذ قال)، أي: حين قال. قولها: (فوالله ما رام مجلسه)، أي: ما برح المجلس ولا قام عنه، يقال: رامه يريمه ريما، أي: برحه ولازمه. قولها: (من البرحاء) بضم الباء الموحدة على وزن: فعلاء، من البرح، وهي: شدة الحمى وغيرها من الشدائد، وقيل: البرح: شدة الحر، وقال الخطابي: شدة الكرب، مأخوذ من قولك: برحت بالرجل إذا بلغت به غاية الأذى والمشقة. قولها: (ليتحدر)، اللام فيه للتأكيد، أي: ينزل ويقطر، من: حدر يحدر حدرا وحدورا، والحدور ضد الصعود، ويتعدى ولا يتعدى. قولها: (مثل الجمان)، بضم الجيم وتخفيف الميم، وهو الدر، كذا ذكره ابن التين وغيره، وقال ابن سيده: الجمان هنوات على أشكال اللؤلؤ من فضة، فارسي معرب، واحدته جمانة، وربما سميت
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»