أصل الفعل، وتارة في القلة جدا. وضيئة، على وزن فعيلة.. أي: جميلة حسنة من الوضاءة وهو الحسن. وقال النووي في (شرح مسلم): وفي نسخة ابن ماهان: حظية، من الحظوة، وهي الوجاهة، يقال: حظيت المرأة عند زوجها تحظى حظوة وحظوة، بالضم والكسر: أي: سعدت به ودنت من قلبه وأحبها. قولها: (ولها ضرائر)، بالألف، وهو الصواب، وهو جمع ضرة، وزوجات الرجل ضرائر، لأن كل واحدة تتضرر بالأخرى بالغيرة والقسم، وفي بعض النسخ: ضرار، وأصله من: الضر، بكسر الضاد وضمها. قولها: (إلا أكثرن عليها)، بالثاء المثلثة، أي: أكثرن عليها القول في عيبها ونقصها. قولها: (لا يرقأ لي دمع)، مهموز، أي: لا ينقطع من رقأ الدمع إذا انقطع. قولها: (ولا أكتحل بنوم)، أي: لا أنام، وهو استعارة. قولها: (حين استلبث الوحي)، أي: حين أبطأ. ولبث ولم ينزل. قولها: (يستشيرهما)، جملة حالية مقدرة من الاستشارة. قولها: (أهلك)، روي بالنصب أي: إلزم أهلك، وروي بالرفع أي: هي أهلك لا تسمع فيها شيئا. قولها: (وأما علي بن أبي طالب...) إلى آخره، إنما قال علي ذلك مصلحة ونصيحة للرسول، صلى الله عليه وسلم، في اعتقاده لأنه رأى انزعاج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بهذا الأمر وقلقه، فأراد راحة خاطره صلى الله عليه وسلم لا لعداوة لعائشة، رضي الله تعالى عنها، قولها: (يريبك)، من راب، وقد ذكر مرة يعني: هل رأيت شيئا فيها ما يريبك؟ وفي رواية مسلم: هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟ قولها: (إن رأيت منها) أي: ما رأيت منها. قولها: (أغمصه عليها)، بفتح الهمزة وسكون الغين المعجمة وكسر الميم وضم الصاد المهملة، أي: أعيبها به وأطعن عليها. قولها: (فتأتي الداجن)، وهي الشاه التي تألف البيت ولا تخرج إلى المرعى، وقال ابن التين: هي الشاة التي تحبس في البيت لدرها لا تخرج إلى المرعى، وقيل: هو دجاجة أو حمام أو وحش أو طير يألف البيت، وقال الطبري: الداجن الشاة المعتادة للقيام في المنزل إذا سمنت للذبح، واللبن ولم تسرح في السرح وكل معتاد موضعا هو به يقيم فهو كذلك داجن، يقال: دجن فلان بمكان كذا وأدجن به إذا أقام به. قولها: (فقام رسول الله، صلى الله عليه وسلم من يومه)، وفي رواية مسلم: (قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: يا معشر المسلمين من يعذرني). قولها: (فاستعذر من عبد الله بن أبي)، أي: طلب من يعذره منه أي: من ينصفه منه. قولها: (من يعذرني من رجل)، وقال الخطابي: (من يعذرني)، يؤول على وجهين أي: من يقوم بعذره فيما يأتي إلي من المكروه منه؟ والثاني: من يقوم بعذري إن عاقبته على سوء فعله؟ وقال النووي: معناه: من يقوم بعذري إن كافأته على قبح فعاله، ولا يلومني على ذلك؟ وقيل: معناه: من ينصرني، والعذير الناصر، وقيل: معناه من ينتقم لي منه، ويشهد لهذا جواب سعد بن معاذ: أنا أعذرك منه. قولها: (رجلا)، هو صفوان. قولها: (فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله! أنا أعذرك منه) إنما قال ذلك لأن الأوس من قومه وهم بنو النجار، ومن آذى رسول الله، صلى الله عليه وسلم وجب قتله، ثم إن الموجود في الأصول: سعد بن معاذ، وقع في موضع آخر: سعد بن عبادة، وقال ابن حزم: هذا عندنا وهم لأن سعد بن معاذ مات إثر غزوة بني قريظة بلا شك وبني قريظة كان في إخر ذي القعدة من سنة أربع فبين الغزوتين نحو من سنتين والوهم لم يعر منه أخحد من البشر وقال ابن العربي ذكر سعد بن معاذ وهم اتفق فيه الرواة وقال بن عمر هم وهم وخطأ، وتبعه على ذلك جماعة. وقال القاضي عياض: قال بعض شيوخنا: ذكر سعد بن معاذ في هذا وهم، والأشبه أنه غيره، ولهذا لم يذكره ابن إسحاق في (السير) وإنما قال: إن المتكلم أولا وآخرا أسيد بن حضير.
وقال القاضي: هذا مشكل، لأن هذه القصة كانت في غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق سنة ست، وسعد بن معاذ مات في إثر غزاة الخندق من الرمية التي أصابته، وذلك في سنة أربع، ولهذا قيل وهم الأشبه أنه غيره وقال القاضي في الجواب أن موسى بن عقبة ذكر أن اليسيع سنة أرع وهي سنة الخندق، فيحتمل أن المريسي وحديث الإفك كانا في سنة أربع قبل الخندق. قلت: هذا يبين صحة ما ذكره البخاري من أنه سعد بن معاذ، وهو الذي في (الصحيحين). أما سعد بن معاذ، بضم الميم فهو: ابن النعمان بن امرئ القيس ابن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن النبيت، واسمه: عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي، أسلم على يد مصعب بن عمير لما أرسله النبي، صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يعلم المسلمين، شهد بدرا لم يختلفوا فيه وشهد أحدا والخندق، ورماه يومئذ حبان بن عرفة في أكحله، ومر عن قريب تاريخ وفاته. وأما سعد بن عبادة، بضم العين، فهو ابن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة، بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي وسكون الياء آخر الحروف وفتح الميم