ابن أم هانىء، وقيل: ابن هانىء، وقيل: ابن ابنة أم هانىء، وقيل: هذا وهم، فإنه لا يعرف لها بنت، وقال النسائي: اختلف على سماك فيه، وسماك لا يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث، وقد رواه النسائي وغيره من غير طريق سماك فيه، وليس فيه قوله: (فإن شئت فاقضيه وإن شئت فلا تقضيه). ولم يرو هذا اللفظ عن سماك غير حماد بن سلمة. وأخرجه البيهقي من رواية حاتم بن أبي صعيرة وأبي عوانة كلاهما عن سماك، وليس فيه هذه اللفظة.
ذكر رجال الحديث: وهم خمسة: الأول: محمد بن بشار، بالباء الموحدة وتشديد الشين المعجمة. الثاني: جعفر ابن عون، بفتح العين المهملة وسكون الواو وفي آخره نون: أبو عون المخزومي القرشي. الثالث: أبو العميس، بضم العين المهملة وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره سين مهملة، واسمه: عتبة بن عبد الله بن مسعود، وقد مر في زيادة الإيمان. الرابع: عون بن أبي جحيفة. الخامس: أبوه أبو جحيفة، بضم الجيم وفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الفاء. واسمه: وهب بن عبد الله السوائي.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في موضعين. وفيه: أن محمد بن بشار بصري ويلقب ببندار لأنه كان بندارا في الحديث، والبندار: الحافظ، وهو شيخ الجماعة، والبقية كوفيون. وفيه: أن هذا الحديث لم يروه إلا أبو العميس عن عون بن أبي جحيفة، ولا لأبي العميس راو إلا جعفر بن عون، وأنهما منفردان بذلك، نبه عليه البزار، وأخرج البخاري هذا الحديث أيضا في الأدب، وأخرجه الترمذي أيضا عن محمد ابن بشار في الزهد، وقال: حديث حسن صحيح.
ذكر معناه: قوله: (آخى النبي صلى الله عليه وسلم) من المؤاخاة وهي اتخاذ الأخوة بين الاثنين، يقال: وآخاه مواخاة وإخاء وتآخيا على تفاعلا، وتأخيت إخاء، أي: اتخذت أخا، ذكر أهل السير والمغازي: أن المؤاخاة بين الصحابة وقعت مرتين: الأولى: قبل الهجرة بين المهاجرين خاصة على المواساة والمناصرة، وكان من ذلك أخوة زيد بن حارثة وحمزة بن عبد المطلب، ثم آخى النبي، صلى الله عليه وسلم، بين المهاجرين والأنصار، بعد أن هاجر وذلك بعد قدومه المدينة. فإن قلت: روى الواقدي عن الزهري أنه كان ينكر كل مؤاخاة وقعت بعد بدر، ويقول: قطعت بدر المواريث، وسلمان إنما أسلم بعد وقعة أحد، وأول مشاهدة الخندق. قلت: الذي قاله الزهري إنما يريد به المؤاخاة المخصوصة التي كانت عقدت بينهم ليتوارثوا بها، ومؤاخاة سلمان وأبي الدرداء إنما كانت على المؤاساة، والمؤاخاة المخصوصة لا تدفع المؤاخاة من أصلها. وروى ابن سعد من طريق حميد بن هلال، قال: وآخى بين سلمان وأبي الدرداء، فنزل سلمان الكوفة ونزل أبو الدرداء الشام. قوله: (فزار سلمان أبا الدرداء)، يعني في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد أبا الدرداء غائبا فرأى أم الدرداء متبذلة، بفتح التاء المثناة من فوق والباء الموحدة وتشديد الذال المعجمة المكسورة، أي: لابسة ثياب البذلة، بكسر الباء الموحدة وسكون الذال المعجمة: وهي المهنة وزنا ومعنى والمراد: أنها تاركة للبس ثياب الزينة، وفي رواية الكشميهني: مبتذلة، بتقديم الباء الموحدة والتخفيف من الابتذال من باب الافتعال، ومعناهما واحد، ووقع في (الحلية) لأبي نعيم بإسناد آخر إلى أم الدرداء عن أبي الدرداء: أن سلمان دخل عليه فرأى امرأته رثة الهيئة، فذكر القصة مختصرة، وأم الدرداء هذه اسمها: خيرة، بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف بنت أبي حدرد الأسلمية، صحابية بنت صحابي، وحديثها عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في (مسند أحمد) وغيره، وماتت قبل أبي الدرداء، ولأبي الدرداء امرأة أخرى أيضا يقال لها: أم الدرداء، رضي الله تعالى عنها، أيضا اسمها: هجيمة تابعية، عاشت بعده دهرا، وروت عنه. وقد مر الكلام فيه فيما مضى في الصلاة وغيرها. قوله: (فقال لها: ما شأنك؟) وزاد الترمذي في روايته: (يا أم الدرداء؟). قوله: (ليست له حاجة في الدنيا) وفي رواية الدارقطني من وجه آخر عن محمد بن عون (في نساء الدنيا)، وزاد فيه ابن خزيمة عن يوسف بن موسى عن جعفر بن عون: (يصوم النهار ويقوم الليل). قوله: (فجاء أبو الدرداء)، وفي رواية الترمذي: (فرحب بسلمان وقرب إليه طعاما). قوله: (فقال: كل. قال: فإني صائم) كذا في رواية أبي ذر، وفي رواية الترمذي