قيام: اللام، مقام: في، ففي قوله تعالى: * (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) * (الأنبياء: 47) وقوله: لا يجليها لوقتها إلا هو) * (الأعراف: 187). وقولهم: مضى لسبيله. فإن قلت: ففي حديث الباب: على وقتها، فالترجمة لا تطابقه؟ قلت: اللام تأتي بمعنى: على، أيضا نحو قوله تعالى: * (ويخرون للأذقان) * (الإسراء: 107، 109)، * (ودعانا لجنبه) * (يونس: 12)، * (وتله للجبين) * (الصافات: 103). وعلى الأصل جاء أيضا في الحديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه عن بندار، قال: حدثنا عثمان بن عمر حدثنا مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو عن عبد الله، قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة في وقتها). وأخرجه ابن حبان أيضا في (صحيحه)، وكذا أخرجه البخاري في التوحيد بلفظ الترجمة. وأخرجه مسلم بالوجهين.
527 حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال حدثنا شعبة قال الوليد بن العيزار أخبرني قال سمعت أبا عمر و الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه الدار وأشار إلى دار عبد الله قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قال ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني..
مطابقة هذا الحديث للترجمة ظاهرة، وتقدم الكلام في: على واللام.
ذكر رجاله وهم خمسة: الأول: أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري. الثاني: شعبة بن الحجاج. الثالث: الوليد بن العيزار، بفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالزاي قبل الألف وبالراء بعدها: ابن حريث، بضم الحاء المهملة: الكوفي. الرابع: أبو عمرو الشيباني، وهو سعيد بن إياس، بكسر الهمزة وتخفيف الياء آخر الحروف: المخضرم، أدرك أهل الجاهلية والإسلام، عاش مائة وعشرين سنة قال: أذكر أني سمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة، بالظاء المعجمة، وتكامل شبابي يوم القادسية فكنت ابن أربعين سنة يومئذ، وكان من أصحاب عبد الله بن مسعود. الخامس: هو عبد الله.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع وفيه السماع. وفيه: الإخبار بلفظ الإفراد في الماضي. وفيه: القول والسماع والسؤال. وفيه: أن رواته ما بين بصري وكوفي. وفيه: قوله: قال الوليد بن العيزار: أخبرني، تقديم وتأخير تقديره: حدثنا شعبة، قال: أخبرني الوليد بن العيزار، قال: سمعت أبا عمرو.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في الأدب عن أبي الوليد، وفي التوحيد عن سليمان بن حرب، وفي الجهاد عن الحسن بن الصباح، وفي التوحيد أيضا عن عباد بن العوام. وأخرجه مسلم في الإيمان عن عبيد الله بن معاذ، وعن محمد بن يحيى، وعن أبي بكر بن أبي شيبة، وعن عثمان بن أبي شيبة. وأخرجه الترمذي في الصلاة عن قتيبة، وفي البر والصلة عن أحمد بن محمد المروزي. وأخرجه النسائي في الصلاة عن عمرو بن علي وعن عبد الله بن محمد.
ذكر معناه قوله: (حدثنا صاحب هذه الدار)، لم يصرح فيه شعبة باسم عبد الله، بل رواه مبهما. ورواه مالك بن مغول عن البخاري في الجهاد، وأبو إسحاق الشيباني في التوحيد عن الوليد، وصرحا باسم عبد الله، وكذا رواه النسائي من طريق أبي معاوية عن أبي عمرو الشيباني، وأحمد من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، ومع هذا في قوله: (وأشار بيده إلى دار عبد الله) اكتفاء عن التصريح، لأن المراد من: عبد الله هو ابن مسعود. قوله: (أي العمل أحب إلى الله؟). وفي رواية مالك بن مغول: (أي العمل أفضل؟) وكذا الأكثر الرواة. قوله: (على وقتها) استعمال لفظة: على، ههنا بالنظر إلى إرادة الإستعلاء على الوقت، والتمكن على أدائها في أي جزء من أجزائها، واتفق أصحاب شعبة على اللفظ المذكور، وخالفهم علي بن حفص، فقال: (الصلاة في أول وقتها). وقال الحاكم: روى هذا الحديث جماعة عن شعبة، ولم يذكر هذه اللفظة غير حجاج عن علي بن حفص، وحجاج حافظ ثقة، وقد احتج مسلم بعلي بن حفص. قوله: (قال: ثم أي؟) قال الفاكهاني: إنه غير منون لأنه غير موقوف عليه في الكلام، والسائل ينتظر الجواب، والتنوين لا يوقف عليه، فتنوينه ووصله بما بعده خطأ، فيوقف