الأئمة الهادون وأكدوا فيها غاية التأكيد ووقع إجماع المسلمين على وجوبها في الجملة فهل يليق من عاقل أن يجيب بقوله تركتها لأجل خلاف سلار وابن إدريس ما هذا إلا بعمى أو تعام أو تعصب مضر بالدين أجارنا الله وإياكم منه وجميع المسلمين تكميل فيه بيان جليل ما أكد الله في كتابه العظيم الكريم ولا أكد رسوله الحليم ولا أهل بيته عليهم الصلاة والتسليم على أمر أكثر من التأكيد على الصلاة ووقع النص والإجماع على أنها أفضل الأعمال وصلاة الجمعة داخلة في ذلك ثم إن الباري عز وجل ورسوله و أهل بيته صلوات الله عليهم أكدوا في أمرها بخصوصها أبلغ التأكيد و أمروا بها على وجه لا مزيد عليه وذهب كثير من العلماء إلى أنها هي الصلاة الوسطى التي أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة عليها وأوجبها سبحانه في كل أسبوع يوما واحدا وهو أفضل الأيام ثم أمروا بالاجتماع لتحصيل توارد القلوب على الدعاء والإخلاص وينزل عليهم الفيض الإلهي ثم أمروا بالخطبة ليسمع الناس والوعظ وتلين قلوبهم ويقربوا من الله تعالى ويكون الفيض منه تعالى واقعا في محله كالأرض اليابسة إذا ورد عليها الماء وصارت قابلة للزراعة فإذا وقع البذر وقع في محله فينبت ولا شك أن الباري إنما يكلفنا بما فيه صلاحنا ولولا علمه عز وجل ما في صلاة الجمعة من اللطف لعباده وصلاح قلوبهم وفيض الرحمة والتوفيقات عليهم باعتبار الاجتماع العام واستماع الوعظ لما كلفهم ولا حثهم الحث البليغ وليس لنا اليوم
(٣٣)