شرح مسلم - النووي - ج ٥ - الصفحة ٢٣
ولا عتب عليكم في ذلك فإنه غير مكتسب لكم فلا تكليف به ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرف في أموركم فهذا هو الذي تقدرون عليه وهو مكتسب لكم فيقع به التكليف فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن العمل بالطيرة والامتناع من تصرفاتهم بسببها وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة في النهي عن التطير والطيرة هي محمولة على العمل بها لا على ما يوجد في النفس من غير عمل على مقتضاء عندهم وسيأتي بسط الكلام فيها في موضعها إن شاء الله تعالى حيث ذكرها مسلم رحمه الله تعالى قوله ومنا رجال يخطون قال كان نبي من الأنبياء عليهم السلام يخط فمن وافق خطه فذاك اختلف العلماء في معناه من وافق خطه فهو مباح له ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة لا يباح والمقصود أنه حرام لأنه لا يباح الا بيقين الموافقة وليس لنا يقين بها وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن وافق خطه فذاك ولم يقل هو حرام بغير تعليق على الموافقة لئلا يتوهم متوهم أن هذا النهي يدخل فيه ذاك النبي الذي كان يخط فحافظ النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة ذاك النبي مع بيان الحكم في حقنا فالمعنى أن ذلك النبي لا منع في حقه وكذا لو علمتم موافقته ولكن لا علم لكم بها وقال الخطابي هذا الحديث يحتمل النهي عن هذا الخط إذا كان علما لنبوة ذاك النبي وقد انقطعت فنهينا عن تعاطي ذلك وقال القاضي عياض المختار أن معناه أن من وافق خطه فذاك الذي يجدون اصابته فيما يقول لا أنه أباح ذلك لفاعله قال ويحتمل أن هذا نسخ في شرعنا فحصل من مجموع كلام العلماء فيه الاتفاق على النهي عنه الآن قوله وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية هي بفتح الجيم وتشديد الواو وبعد الألف نون مكسورة ثم ياء مشددة هكذا ضبطناه وكذا ذكر أبو عبيد البكري والمحققون وحكى القاضي عياض عن بعضهم تخفيف الياء والمختار التشديد والجوانية بقرب أحد موضع في شمالي المدينة وأما قول القاضي عياض انها من عمل الفرع فليس بمقبول لان الفرع بين مكة والمدينة بعيد من المدينة وأحد في شام المدينة وقد
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب المساجد ومواضع 2
2 النهي عن بناء المسجد على القبور 11
3 النهى عن بناء المسجد على القبور 11
4 فضل بناء المساجد والحث عليها 14
5 وضع الأيدي على الركب في الركوع 15
6 جواز الاقعاء على العقبين 18
7 تحريم الكلام في الصلاة 20
8 جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة 28
9 جواز حمل الصبيان في الصلاة 31
10 جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة 33
11 كراهة الاختصار في الصلاة 36
12 كراهة مسح الجبهة في الصلاة 37
13 النهى عن البصاق في المسجد 38
14 جواز الصلاة في النعلين 42
15 كراهة الصلاة في ثوب له أعلام 43
16 كراهة الصلاة بحضرة الطعام المراد أكله 45
17 نهى آكل الثوم والبصل ونحوهما عن حضور المسجد 47
18 النهى عن نشد الضالة في المسجد 54
19 السهو في الصلاة والسجود له 56
20 سجود التلاوة 74
21 صفة الجلوس في الصلاة 79
22 السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها 82
23 الذكر بعد الصلاة 83
24 التعوذ من عذاب القبر وعذاب جهنم 85
25 استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته 89
26 ما يقال بين تكبيرة الاحرام والقراءة 96
27 استحباب اتيان الصلاة بوقار وسكينة 98
28 متى يقوم الناس للصلاة 101
29 من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة 104
30 أوقات الصلوات الخمس 107
31 استحباب الابراد بالظهر في شدة الحر 117
32 استحباب تقديم الظهر في أول الوقت 120
33 استحباب التبكير بالعصر 121
34 التغليظ في تفويت صلاة العصر 125
35 دليل من قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر 127
36 فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما 133
37 بيان أن أول وقت المغرب عند غروب الشمس 135
38 وقت العشاء وتأخيرها 136
39 استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها 143
40 كراهة تأخير الصلاة عن وقتها المختار 147
41 فضل صلاة الجماعة والتشديد في التخلف عنها 151
42 النهي عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن 157
43 الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر 158
44 جواز الجماعة في النافلة والصلاة على الحصير وغيرها 162
45 فضل الصلاة المكتوبة في جماعة وفضل انتظارها 165
46 ثواب المشي إلى الصلاة 169
47 فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح 170
48 من أحق بالإمامة 172
49 استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة 176
50 قضاء الفائتة واستحباب تعجيله 181
51 كتاب صلاة المسافرين وقصرها 194
52 الصلاة في الرحال في لمطر 205
53 جواز صلاة النافلة على الدابة حيث توجهت 209
54 الجمع بين الصلاتين في السفر 212
55 جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين وعن الشمال 219
56 استحباب يمين الامام 221
57 كراهة الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن في الإقامة 221
58 ما يقول إذا دخل المسجد 224
59 استحباب تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل صلاتهما 225
60 استحباب ركعتين في المسجد لمن قدم من سفر 227
61 استحباب صلاة الضحي 228