شرح مسلم - النووي - ج ٥ - الصفحة ١٢٦
ورفعهما والنصب هو الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور على أنه مفعول ثاني ومن رفع فعلى ما لم يسم فاعله ومعناه انتزع منه أهله وماله وهذا تفسير مالك بن أنس وأما على رواية النصب فقال الخطابي وغيره معناه نقص هو أهله وماله وسلبه فبقي بلا أهل ولا مال فليحذر من تفويتها كحذره من ذهاب أهله وماله وقال أبو عمر بن عبد البر معناه عند أهل اللغة والفقه أنه كالذي يصاب بأهله وماله إصابة يطلب بها وترا والوتر الجناية التي يطلب ثأرها فيجتمع عليه غمان غم المصيبة وغم مقاساة طلب الثأر وقال الداودي من المالكية معنا يتوجه عليه من الاسترجاع ما يتوجه على من فقد أهله وماله فيتوجه عليه الندم والأسف لتفويته الصلاة وقيل معناه فاته من الثواب ما يلحقه من الأسف عليه كما يلحق من ذهب أهله وماله قال القاضي عياض رحمه الله تعالى واختلفوا في المراد بفوات العصر في هذا الحديث فقال ابن وهب وغيره وهو فيمن لم يصلها في وقتها المختار وقال سحنون والأصيلي هو أن تفوته بغروب الشمس وقيل هو تفويتها إلى أن تصفر الشمس وقد ورد مفسرا من رواية الأوزاعي في هذا الحديث قال فيه وفواتها أن يدخل الشمس صفرة وروى عن سالم أنه قال هذا فيمن فاتته ناسيا وعلى قول الداودي هو في العامد وهذا هو الأظهر ويؤيده حديث البخاري في صحيحه من ترك صلاة العصر حبط عمله وهذا إنما يكون في العامد قال ابن عبد البر ويحتمل أن يلحق بالعصر باقي الصلوات ويكون نبه بالعصر على غيرها وإنما خصها بالذكر لأنها تأتي وقت تعب الناس من مقاساة أعمالهم وحرصهم على قضاء أشغالهم وتسويفهم بها إلى انقضاء وظائفهم وفيما قاله نظر لأن الشرع ورد في العصر ولم تتحقق العلة في هذا الحكم فلا يلحق بها غيرها بالشك والتوهم وإنما يلحق غير المنصوص بالمنصوص إذا عرفنا العلة واشتركا فيها والله أعلم قوله قال عمرو يبلغ به وقال أبو بكر رفعه هما بمعنى لكن عادة مسلم رحمة الله المحافظة على اللفظ وان اتفق معناه وهي عادة جميلة والله أعلم
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب المساجد ومواضع 2
2 النهي عن بناء المسجد على القبور 11
3 النهى عن بناء المسجد على القبور 11
4 فضل بناء المساجد والحث عليها 14
5 وضع الأيدي على الركب في الركوع 15
6 جواز الاقعاء على العقبين 18
7 تحريم الكلام في الصلاة 20
8 جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة 28
9 جواز حمل الصبيان في الصلاة 31
10 جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة 33
11 كراهة الاختصار في الصلاة 36
12 كراهة مسح الجبهة في الصلاة 37
13 النهى عن البصاق في المسجد 38
14 جواز الصلاة في النعلين 42
15 كراهة الصلاة في ثوب له أعلام 43
16 كراهة الصلاة بحضرة الطعام المراد أكله 45
17 نهى آكل الثوم والبصل ونحوهما عن حضور المسجد 47
18 النهى عن نشد الضالة في المسجد 54
19 السهو في الصلاة والسجود له 56
20 سجود التلاوة 74
21 صفة الجلوس في الصلاة 79
22 السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها 82
23 الذكر بعد الصلاة 83
24 التعوذ من عذاب القبر وعذاب جهنم 85
25 استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته 89
26 ما يقال بين تكبيرة الاحرام والقراءة 96
27 استحباب اتيان الصلاة بوقار وسكينة 98
28 متى يقوم الناس للصلاة 101
29 من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة 104
30 أوقات الصلوات الخمس 107
31 استحباب الابراد بالظهر في شدة الحر 117
32 استحباب تقديم الظهر في أول الوقت 120
33 استحباب التبكير بالعصر 121
34 التغليظ في تفويت صلاة العصر 125
35 دليل من قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر 127
36 فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما 133
37 بيان أن أول وقت المغرب عند غروب الشمس 135
38 وقت العشاء وتأخيرها 136
39 استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها 143
40 كراهة تأخير الصلاة عن وقتها المختار 147
41 فضل صلاة الجماعة والتشديد في التخلف عنها 151
42 النهي عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن 157
43 الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر 158
44 جواز الجماعة في النافلة والصلاة على الحصير وغيرها 162
45 فضل الصلاة المكتوبة في جماعة وفضل انتظارها 165
46 ثواب المشي إلى الصلاة 169
47 فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح 170
48 من أحق بالإمامة 172
49 استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة 176
50 قضاء الفائتة واستحباب تعجيله 181
51 كتاب صلاة المسافرين وقصرها 194
52 الصلاة في الرحال في لمطر 205
53 جواز صلاة النافلة على الدابة حيث توجهت 209
54 الجمع بين الصلاتين في السفر 212
55 جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين وعن الشمال 219
56 استحباب يمين الامام 221
57 كراهة الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن في الإقامة 221
58 ما يقول إذا دخل المسجد 224
59 استحباب تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل صلاتهما 225
60 استحباب ركعتين في المسجد لمن قدم من سفر 227
61 استحباب صلاة الضحي 228