رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بين يديه فيقال يا ابن آدم فيم أخذت هذا الدين وفيم ضيعت حقوق الناس فيقول يا رب انك تعلم انى أخذته فلم آكل ولم أشرب ولم ألبس ولم أضيع ولكن أتى على يدي اما حرق واما سرق واما وضيعة فيقول الله عز وجل صدق عبدي أنا أحق من قضى عنك اليوم فيدعو الله بشئ فيضعه في كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل رحمته حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق أنبأنا عبد الله يعنى ابن المبارك أنبأنا زكريا ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح ان أباه حدثه انه اخبره من سمع عبد الرحمن بن أبي بكر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحل هذه الناقة ثم أردف أختك فإذا هبطتما من أكمة التنعيم فأهلا وأقبلا وذلك ليلة الصدر حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا داود بن مهران الدباغ حدثنا داود يعنى العطار عن ابن خثيم عن يوسف بن ماهك عن حفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن اردف أختك يعنى عائشة فاعمرها من التنعيم فإذا هبطت بها من الأكمة فمرها فلتحرم فإنها عمرة متقبلة حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عارم حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل مع أحد منكم طعام فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبيعا أم عطية أو قال أو هبة قال لا بل بيع فاشترى منه شاة فصنعت وأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن ان يشوى قال وأيم الله ما من الثلاثين والمائة الا قد خر رسول الله صلى الله عليه وسلم له خرة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاه إياه وإن كان غائبا خباله قال وجعل منها قصعتين قال فأكلنا أجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فحملناه على بعير أو كما قال حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عارم ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا أبو عثمان انه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر ان أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث من كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس أو كما قال وان أبا بكر جاء بثلاثة فانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة وأبو بكر بثلاثة قال فهو أنا وأبى وأمي ولا أدرى هل قال وامرأتي وخادم بين بيتنا وبيت أبى بكر وان أبا بكر تعشى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك قال أو ما عشيتهم قالت أبوا حتى تجئ قد عرضوا عليهم فغلبوهم قال فذهبت أنا فاختبأت قال يا عنثر أو يا غنثر فجدع وسب وقال كلوا لا هنيا وقال والله لا أطعمه أبدا قال وحلف الضيف ان لا يطعمه حتى يطعمه أبو بكر قال فقال أبو بكر هذه من الشيطان قال فدعا بالطعام فاكل قال فأيم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها قال حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر فقال لامرأته يا أخت بنى فراس ما هذا قالت لا وقرة عيني لهى الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار فاكل منها أبو بكر وقال إنما كان ذلك من الشيطان يعنى يمينه ثم أكل لقمة ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده قال وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الاجل فعرفنا اثنى عشر رجلا مع كل رجل أناس الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث منهم فأكلوا منها أجمعون أو كما قيل حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان حدثنا
(١٩٨)