مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٢٠٢
جاورنا بها خير جار النجاشي آمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا ان يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وان يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان من أعجب ما يأتيه منه إليه الادم فجمعوا له ادما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا الا أهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن ربيعة بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي وأمروهما أمرهم وقالوا لهما ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل ان تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا للنجاشي هداياه ثم سلوه ان يسلمهم إليكم قبل ان يكلمهم قالت فخرجا فقدما على النجاشي ونحن عنده بخير دار وعند خير جار فلم يبق من بطارقته بطريق الا دفعا إليه هديته قبل ان يكلما النجاشي ثم قالا لكل بطريق منهم انه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاؤا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم لنردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فتشيروا عليه بان يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فان قومهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما نعم ثم إنهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما ثم كلماه فقالا له أيها الملك انه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاؤا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه قالت ولم يكن شئ أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم فقالت بطارقته حوله صدقوا أيها الملك قومهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم قال فغضب النجاشي ثم قال لا ها الله أيم الله إذا لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوما جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فاسألهم ما يقول هذان في أمرهم فان كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني قالت ثم ارسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل إذا جئتموه قالوا نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاؤه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم قالت فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسئ الجوار يأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قال فعدد عليه أمور الاسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله وان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك قالت فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شئ قالت
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مسند أبي بكر الصديق رضى الله عنه 2
2 مسند عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه 14
3 حديث السقيفة 55
4 مسند عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه 57
5 مسند علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه 75
6 مسند أبي محمد طلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه 160
7 مسند الزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه 164
8 مسند أبى اسحق سعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنه 168
9 مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضى الله تعالى عنه 187
10 حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري رضى الله تعالى عنه 190
11 حديث أبي عبيدة بن الجراح واسمه عامر بن عبد الله رضى الله تعالى عنه 195
12 حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضى الله عنه 196
13 حديث زيد بن خارجة رضى الله تعالى عنه 199
14 حديث الحرث بن خزمة رضى الله تعالى عنه 199
15 حديث سعد مولى أبي بكر رضى الله تعالى عنهما 199
16 مسند أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين 199
17 حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما 199
18 حديث الحسين بن علي رضى الله تعالى عنه 201
19 حديث عقيل بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه 201
20 حديث جعفر بن أبي طالب وهو حديث الهجرة 201
21 حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهما 203
22 حديث العباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه 206
23 مسند الفضل بن عباس رضى الله تعالى عنه 210
24 حديث تمام بن العباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه 214
25 حديث عبيد الله بن العباس رضى الله تعالى عنه 214
26 مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضى الله تعالى عنه 214
27 مسند عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه 374