دراسات في علم الدراية - علي أكبر غفاري - الصفحة ٢٧٢
في أواخر خلافة بني العباس أقاموا رجالا عدولا عند الناس مع كل قاض في كل بلد، فإذا أراد القاضي استعلام أمر أو اعترافا من أحد أو شهودا لوصية بعث بهم ليتعرفوا الخبر أو يشهدوا الوصية أو النكاح - على مذهبهم - أو الطلاق على مذهبنا وأمثال تلك الأمور التي تحتاج إلى العدل الواحد أو العدلين أو العدول، فسموا بالمعدل، قال ابن الأثير في اللباب: " المعدل - بضم الميم وفتح العين والدال المهملة وفي آخرها لام - يقال لمن عدل وزكا، وقبلت شهادته، وفيهم كثرة منهم أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله ابن بشران المعدل المتوفى 328، وأبو نصر أحمد بن عبد الباقي الموصلي الفقيه المتوفى 452. وابن السوسنجردي أبو الحسن المعدل اسمه أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور المتوفى 402.
والحنفي - بفتح الحاء والنون - إما نسبة إلى أبي حنيفة النعمان بن ثابت أحد الفقهاء الأربعة لأهل السنة، من حيث المذهب، وإما نسبة إلى حنيفة بن - لجيم بن مصعب من حيث النسب وهم قبيلة كبيرة من أولاد ربيعة بن نزار، منهم ثمامة بن آثال الحنفي، وسراج بن عقبة بن طلق الحنفي، وخولة أم محمد بن علي بن - أبي طالب عليه السلام.
والمالكي نسبة إلى مذهب، وإلى رجال وإلى مكان، وأما المذهب فأتباع مالك بن أنس المعروف فقيه دار الهجرة، يقال لهم: المالكي، وأما المكان فهو المالكية قرية على الفرات بالعراق، منهم أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني المالكي وهو شيخ حنبلي المذهب يروي عن أبي الخطاب بن نصر الصابوني وغيره وسمع منه أبو سعد السمعاني وغيره، وأما الرجال فالمنسوبون إلى مالك بن - بكر بن حبيب التغلبي، ومنهم سلمة بن خليد بن كعب المالكي، أو إلى مال المعافري.
منهم أبو الفتح بن أبي إسحاق المالكي المعافري، ومنهم جماعة من أولاد سعد بن أبي وقاص، يقال لم: المالكي لأن جدهم أبي وقاص كان اسمه مالك بن وهيب بن عبد مناف، ومنهم أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن المالكي الزهري الوقاصي.
أو إلى مالك بن سعد بن زيد مناة، منهم زريق المالكي، أو إلي مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، منهم ضرار بن الأزور ويزيد بن أنس المالكيان.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 » »»