أهمية الحديث عند الشيعة - الشيخ آقا مجتبي العراقى - الصفحة ١٩
وربما يختلج ببال القارئ الكريم حدوث إشكال وشبهة من تكرار بعض الأحاديث حيث نقلناه من كتاب ثم أوردناه ثانية من كتاب آخر.
ففي الحقيقة وعند التأمل فليس هذا من التكرار بشئ، وذلك لأن واحدا ينقله بطريق وسند وآخر ينقله بطريق وسند آخر أو يكون أحد الأحاديث مشتملة على نكات ودقائق دون الآخر. وليس هذا بجديد، فنرى مثلا سبط ابن الجوزي كيف يعترض في كتابه " تذكرة الخواص " على جده ابن الجوزي في التضعيف والتصحيح للحديث.
وكذلك عند مراجعتنا لما كتبه الدكتور عبد المعطي أمين قلعچي في مقدمته لكتاب " السنن المأثورة من الإمام الشافعي " نقلا عن أحسن الگيلاني رئيس القسم الديني في الجامعة العثمانية حيث قال:
قد يتعجب الإنسان من ضخامة عدد الأحاديث المروية، فيقال: إن أحمد بن حنبل كان يحفظ أكثر من سبعمائة ألف حديث، وكذلك يقال عن أبي زرعة. ويروى عن الإمام البخاري أنه كان يحفظ مائتي ألف من الأحاديث الضعيفة، ومائة ألف من الأحاديث الصحيحة. ويروى عن مسلم أنه قال: جمعت كتابي من ثلاثمائة ألف حديث.
ولا يعرف كثير من المتعلمين - فضلا عن العامة - أن الذي يكون هذا العدد الضخم هو المتابعات والشواهد التي عنى بها المحدثون، فحديث " إنما الأعمال بالنيات " مثلا يروى من سبعمائة طريق. فلو جردنا مجاميع الحديث من هذه المتابعات والشواهد لبقي عدد قليل من الأحاديث...
إلى آخر ما أورده (1).

(1) السنن المأثورة من الإمام الشافعي: ص 16.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»