وهذا يخالف كلان النصين الآنفين عن الشيخ المفيد، فإنهما صريحان في أن جميع الشهداء دفنوا في قبر جماعي واحد مع الهاشميين، أو في قبور جماعية متعددة. ولم نر في المؤرخين المعتمدين من ذكر شيئا يعتد به في هذا الشأن. وقال السيد محسن الأمين رحمه الله (أعيان الشيعة - الجزء الرابع - القسم الأول / 142):
(ويقال أن بني أسد دفنوا حبيب بن مظاهر في قبر وحده عند رأس الحسين (ع) حيث قبره الآن، اعتناء به لأنه أسدي. وأن بني تميم حملوا الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين (ع) ودفنوه هناك حيث قبره الآن اعتناء به أيضا، ولم يذكر ذلك المفيد، ولكن اشتهار ذلك وعمل الناس عليه ليس بدون مستند).
والله تعالى أعلم.