الدنانير. وعمل لهم النجاشي طعاما فأكلوا. قالت أم حبيبة: فلما وصل إلي المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا قالت فردتها علي وقالت إن الملك عزم عليه بذلك وردت علي ما كنت أعطيتها أولا ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد كثير. فقدمت به معي على رسول الله صلى الله عليه وآله. وكان ذلك سنة سبع.
وحكى ابن عبد البر أن الذي عقد لرسول الله صلى الله عليه وآله عليها عثمان بن عفان. ولما بلغ أبا سفيان أن النبي صلى الله عليه وآله نكح ابنته قال: هو الفحل لا يقدع أنفه (36).
الواهبات أنفسهن:
كان في النساء المسلمات يومذاك من يطلبن من الرسول صلى الله عليه وآله أن يتزوجهن ويهبن له مهورهن ويسمين في السيرة بالواهبة نفسها للرسول صلى الله عليه وآله كما يأتي بعض أخبارهن بإذنه تعالى:
أ - في صحيح مسلم وصحيح البخاري - واللفظ للأول -، بسنده عن أم المؤمنين عائشة، قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وآله وأقول: وتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله عز وجل: (ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت) (الأحزاب / 51)، قالت: قلت: والله! ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك (37).
ب - في صحيح البخاري قال: كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وآله. فقالت عائشة: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل، فلما نزلت ترجي من تشاء منهن قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما أرى ربك * (هامش) (36) الإصابة، الترجمة رقم: 434، 4 / 298.
(37) صحيح مسلم، كتاب الرضاع، ص 1065، الحديث 49. وصحيح البخاري، كتاب التفسير، باب التفسير، تفسير سورة الأحزاب، 3 / 118. (*)