زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا * ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا * الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا * ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما) (الآيات / 36 - 40).
ب - في الروايات مع تفسير الآيات:
خبر زواج زينب بزيد أولا، ثم بالنبي صلى الله عليه وآله بعد طلاق زيد إياها:
كان من خبر زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أنه أصابه سباء في الجاهلية وبيع في بعض أسواق العرب، فاشتري لخديجة، ثم وهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وآله قبل أن يبعث وهو ابن ثماني سنين، فنشأ عند النبي صلى الله عليه وآله، وبلغ الخبر أهله فقدم أبوه وعمه مكة لفدائه فدخلا على النبي صلى الله عليه وآله وقالا: يا ابن عبد المطلب! يا ابن هاشم! يا ابن سيد قومه! جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه! فقال: من هو؟ قال: زيد بن حارثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
فهلا غير ذلك؟ قالا: ما هو؟ قال: ادعوه وخيروه فإن اختاركم فهو لكم، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا، قالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال:
نعم! هذا أبي، وهذا عمي! قال: فأنا من عرفت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما. قال: ما أريدهما وما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم! فقالا: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وأهل بيتك؟ قال: نعم، ورأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك أخرجه إلى الحجر - في بيت الله - فقال:
يا من حضر! اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه، فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا. ونسب زيد بعد ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقيله له: زيد