أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٣٧٨
وكان عمرو بن الحمق الخزاعي ممن أصابه التشريد والقتل في هذه المعركة، فإنه فر إلى البراري، فبحثوا عنه حتى عثروا عليه، فحزوا رأسه، وحملوه إلى معاوية، فأمر بنصبه في السوق، ثم بعث برأسه إلى زوجته في السجن وكان قد سجنها في هذا السبيل فألقي في حجرها (277).
عمت هذه السياسة البلاد الاسلامية، واتبعها ونفذها غير من ذكرنا من الامراء أيضا، كبسر بن أرطاة في ولايته البصرة، وابن شهاب في الري (278) فقد كانت لهم قصص في ذلك ذكرها المؤرخون، ثم أصبحت هذه سياسة بني أمية التقليدية، ولعن علي أبي طالب على منابر الشرق والغرب ما عدا سجستان، فإنه لم يلعن على منبرها إلا مرة، وامتنعوا على بني أمية، حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على منبرهم أحد في حين كان يلعن على منبر الحرمين (279).
وقد كانوا يلعنون عليا على المنابر بمحضر من أهل بيته، وقصصهم في ذلك كثيرة نكتفي منها بذكر واحدة أوردها ابن حجر (280) في تطهير اللسان، وقال: إن عمرا صعد المنبر فوقع في علي، ثم فعل مثله المغيرة بن شعبة، فقيل للحسن: اصعد المنبر لترد عليهما، فامتنع إلا أن يعطوه عهدا أنهم يصدقوه إن قال حقا، ويكذبوه إن قال باطلا، فأعطوه ذلك، فصعد المنبر، فحمد الله

(٢٧٧) المعارف لابن قتيبة ٧ / ١٢، والاستيعاب ٢ / ٥١٧، والإصابة ٢ / ٥٢٦، وتاريخ ابن كثير ٨ / ٤٨، والمحبر ص ٤٩٠.
(٢٧٨) في حوادث سنة ٤١ ه‍ من الطبري ٦ / ٩٦، وابن الأثير ٣ / ١٦٥، وابن شهاب في ابن الأثير ٣ / ١٧٩ في ذكر استعمال المغيرة على الكوفة من (حوادث سنة إحدى وأربعين).
(٢٧٩) أوردتها ملخصة من معجم البلدان ٥ / 38، ط. المصرية الأولى في لغة سجستان، وهي من بلاد إيران.
(280) في تطهير اللسان ص 55، قال: وجاء بسند رجاله رجال الصحيح إلا واحدا فمختلف فيه لكن قواه الذهبي بقوله: انه أحد الاثبات، وما فيه جرح أصلا، ثم أورد الحديث.
ويؤيد هذا الحديث ما أوردناه في ص 296 من هذا الكتاب. راجع الهامش المرقم 71 من تلك الصفحة.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»