طلحة والزبير قالا: إن قدم علي ونحن على هذا الحال من القلة والضعف ليأخذن بأعناقنا، فأجمعا على مراسلة القبائل، واستمالة العرب، فأرسلا إلى وجوه الناس وأهل الرياسة والشرف، يدعوانهم إلى الطلب بدم عثمان، وخلع علي، وإخراج ابن حنيف من البصرة، فبايعهم على ذلك الأزد وضبة وقيس عيلان (*)، كلها إلا الرجل والرجلين من القبيلة كرهوا أمرهم فتواروا عنهم، وأرسلوا إلى هلال بن وكيع التميمي (*) فلم يأتهم فجاءه طلحة والزبير إلى داره، فتوارى عنهما، فقالت له أمه: ما رأيت مثلك! أتاك شيخا قريش، فتواريت عنهما، فلم تزل به حتى ظهر لهما، وبايعهما، ومعه بنو عمرو بن تميم كلهم وبنو حنظلة إلا بني يربوع، فإن عامتهم كانوا شيعة لعلي، وبايعهم بنو دارم كلهم إلا نفر من بني مجاشع ذوي دين وفضل (*).
(٢٠٨)