الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٩٦
الأسمى وقد جاء في الصحيحين (1) عن أبي هريرة إن الشيطان إذا سمع الأذان للصلاة من أي مسلم كان أدبر هاربا وولى فرقا، وله ضراط هلع جزع.
كيف يجرأ اللعين على رسول الله حتى في حال صلاته؟ ولم يتجرأ قط على عمر لأن يسلك فجا غير فجه. وجاء فيما أخرجه أحمد والترمذي وابن حبان عن بريدة إن الشيطان ليفرق منك يا عمر! (2) وفيما أخرجه الطبراني وابن مندة وأبو نعيم عن سديسة مولاة حفصة عن حفصة بنت عمر مرفوعا: إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه (3).
إني وإن لا يروقني خدش العواطف بذكر مواقف الرجل التي لم يكن العامل الوحيد فيها إلا الشيطان، غير إني لست أدري هل الشيطان كان يفرق ويفر منه، و يخر على وجهه، ويسلك فجا غير فجه أيضا منذ أسلم إلى سنة الفتح الثامن من الهجرة النبوية؟ إلى نزول آية " فهل أنتم منتهون " إلى يوم قول الرجل: انتهينا انتهينا؟ إلى يوم النادي في دار أبي طلحة الأنصاري؟ فعلى الباحث الوقوف على ما أسلفناه في الجزء السادس ص 251 - 261، وفي الجزء السابع ص 95 - 102 ط 2.
ثم أين كانت تلك البسالة من رسول الله - الحاجزة بين الشيطان الرجيم وبين صلاته صلى الله عليه وآله لما عرض له وشد عليه - يوم كانت عنده نساء قريش فتخنقه وتردع النسوة؟
فبهذه كلها تعلم مقدار هده الرواية ومقيلها من الصدق، ومبلغ صحيح البخاري من الاعتبار، وتعرف ما يفعله الغلو في الفضائل والحب المعمي والمصم.
أضف إلى هذه المخاريق ما أسلفناه في الجزء الخامس في سلسلة الموضوعات مما وضعته يد الغلو في فضائل عمر.
كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق، وقد آتيناك من لدنا ذكرا، من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا " طه 99، 100 "

(١) صحيح البخاري ١: ٧٨ كتاب الأذان. صحيح مسلم ج ١: ١٥٣ باب فضل الأذان.
(٢) فيض القدير ٢: ٣٥٩.
(٣) الإصابة ٤: ٢٢٦، فيض القدير 2: 352
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»