الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٦٠
الغلو في فضايل عمر قدمنا في الجزء السادس من نفسيات الخليفة الثاني وملكاته من فقهه وعلمه وعمله وخطواته الواسعة في شتى النواحي ما يوقفك على أن كل ما نسرد هاهنا من ولائد الغلو في الفضائل، وقد التمط بحياته الروحية من أول يومه إلى أن تسنم عرش الخلافة بإدلاء من الخليفة الأول إليه حصوله على لماظة من العيش يقتاب بها.
كان ردحا من الزمن يرعى الإبل في وادي ضجنان (1) يرعب ويتعب إذا عمل.
ويضرب إذا قصر (2).
وآونة كان يحتطب ويحمل فوق رأسه حزمة من الحطب مع أبيه الخطاب وما منهما إلا في نمرة (3) لا يبلغ (4) رسغيه (5).
وكان مدة يقف في سوق عكاظ وبيده عصا ترع الصبيان به، وكان يوم ذاك يسمى عميرا (6).
وكان برهة من أيام إسلامه يمتهن بالبرطشة، وكان مبرطشا يلهيه عن أخذ الكتاب والسنة الصفق بالأسواق (7).

(١) جبل بناحية مكة.
(٢) الاستيعاب ٢: ٤٢٨، الرياض النضرة ٢: ٥٠، تاريخ أبي الفدا ج ١: ١٦٥، الخلفاء للنجار ص ١١٣، وأوعز إلى حديثه ابن منظور في لسان العرب ١٧: ١١٢، والزبيدي في تاج العروس ٩: ٢٦٢.
(٣) النمرة في القاموس: بردة من صوف تلبسها الأعراب. وفي الفائق للزمخشري: بردة تلبسها الإماء فيها تخطيط.
(٤) الرسغ: مفصل ما بين الساعد والكتف، والساق والقدم.
(٥) العقد الفريد ١: ٩١، شرح ابن أبي الحديد ١: ٥٨، فائق الزمخشري ٢: ٢٨.
(٦) الاستيعاب هامش الإصابة ٤: ٢٩١، الإصابة ٤: ٢٩، الفتوحات الإسلامية 2: 423، وفيه تحريف نلفت إليه الأنظار.
(7) مر تفصيله في الجزء السادس ص 146، 287، 302 ط 1.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»