الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٣٦٨
وتسارعوا لقتاله زمرا * ما لا يحيط بعده حصر طافوا بأروع (1) في عرينته * يحمى النزيل ويأمن الثغر جيش لهام يوم معركة * وليوم سلم واحد وتر 35 فكأنهم سرب قد اجتمعت * إلفا فبدد شملها صقر أو حاذر ذو لبدة وجمت * لهجومه في مرتع عفر (2) يا قلبه وعداه من فرق * فرق وملؤ قلوبهم ذعر أمن الصلاب الصلب أم زبر * طبعت وصب خلالها قطر وكأنه فوق الجواد وفي متن الحسام دماؤهم هدر 40 أسد على فلك وفي يده * المريخ قاني اللون محمر حتى إذا قرب المدى وبه * طاف العدى وتقاصر العمر أردوه منعفرا تمج دما * منه الظبي والذبل السمر تطأ الخيول إهابة وعلى الخد * التريب لوطيها أثر ظام يبل أوام غلته * ريا يفيض نجيعه النحر 45 تأباه إجلالا فتزجرها * فئة يقود عصاتها شمر فتجول في صدر أحاط على * علم النبوة ذلك الصدر بأبي القتيل ومن بمصرعه * ضعف الهدى وتضاعف الكفر بأبي الذي أكفانه نسجت * من عثير وحنوطه عفر ومغسلا بدم الوريد فلا * ماء أعد له ولا سدر 50 بدر هوى من سعده فبكا * لخمود نور ضياءه البدر هوت النسور عليه عاكفة * وبكاه عند طلوعه النسر سلبت يد الطلقاء مغفرة * فبكى لسلب المغفر العفر وبكت ملائكة السماء له * حزنا ووجه الأرض مغبر

(1) الأروع: من يعجب الناس بحسنه أو شجاعته.
(2) الحاذر: المتأهب المستعد. اللبدة بالكسر والضم: الشعر المجتمع بين كتفي الأسد الوجم والوجوم: السكوت والعجز من الغيظ أو الخوف والامساك عن أمر كرها. العفر بالكسر والضم: الخنزير. الشجاع. الغليظ الشديد.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»