محمد بن عقدة، عن جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما بعث كانت الصلاة إلى بيت المقدس، فكان في أول مبعثه يصلى إلى بيت المقدس جميع أيام مقامه بمكة وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر فعيرته اليهود، وقالوا أنت تابع لقبلتنا، فأنف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك منهم، فانزل الله تعالى عليه وهو يقلب وجهه في السماء وينتظر الامر " قد نرى تقلب وجهك في السماء إلى قوله: لئلا يكون للناس عليكم حجة " يعنى اليهود في هذا الموضع، ثم أخبرنا الله عز وجل العلة التي من اجلها لم يحول قبلته من أول مبعثه، فقال تبارك وتعالى: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلى قوله: لرؤف رحيم " فسمى سبحانه الصلاة ها هنا ايمانا.
1770 (20) البحار 153 - تفسير سعد بن عبد الله برواية ابن قولويه عنه باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما بعث كانت القبلة إلى بيت المقدس على سنة بنى إسرائيل وذلك أن الله تبارك وتعالى أخبرنا في القرآن انه امر موسى بن عمران عليه السلام ان يجعل بيته قبلة في قوله:
" وأوحينا إلى موسى وأخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا فاجعلوا بيوتكم قبلة " وكان رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا يصلى إلى بيت المقدس مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة أشهرا حتى عيرته اليهود، وقالوا أنت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا وبيوت نبينا، فاغتم رسول الله صلى الله عليه وآله لذلك وأحب ان يحول الله قبلته إلى الكعبة وكان ينظر في آفاق السماء ينتظر امر الله، فانزل الله عليه: " وقد نرى تقلب وجهك في السماء إلى قوله: لئلا يكون للناس عليكم حجة " يعنى اليهود، ثم أخبر لاي علة لم يحول قبلته في أول النبوة، فقال: " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها " الآية، فقالوا: يا رسول الله فصلاتنا التي صليناها إلى بيت المقدس ما حالها، فانزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم وقال في موضع آخر فيما فرض الله على الجوارح من الطهور والصلاة