بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٢١٥
فضله، والباسط فيهم بالجود يده، نحمده في جميع أموره، ونستعينه على رعاية حقوقه، ونشهد أن لا إله غيره، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بأمره صادعا وبذكره ناطقا، فأدى أمينا ومضى رشيدا وخلف فينا راية الحق، من تقدمها مرق ومن تخلف عنها زهق، ومن لزمها لحق.
دليلها مكيث الكلام بطئ القيام سريع إذا قام، فإذا أنتم ألنتم له رقابكم وأشرتم إليه بأصابعكم جاءه الموت فذهب به، فلبثتم بعده ما شاء الله حتى يطلع الله لكم من يجمعكم ويضم نشركم. فلا تطمعوا في غير مقبل، ولا تيأسوا من مدبر، فإن المدبر عسى أن تزل إحدى قائمتيه وتثبت الأخرى فترجعا حتى تثبتا جميعا.
ألا وإن مثل آل محمد صلى الله عليه وآله كمثل نجوم السماء إذا خوى نجم طلع نجم، فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع، وأراكم ما كنتم تأملون.
توضيح:
النشر: التفريق والبسط، وبسط اليد: كناية عن العطاء. وقيل: اليد هنا النعمة في جميع أموره: أي ما صدر منه من النعم والبلايا. ورعاية حقوق الله:
شكره وطاعته.
[قوله عليه السلام:] " بأمره صادعا ": أي مظهرا مجاهرا. والرشد: إصابة الصواب. وقيل: الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه. وراية الحق: الثقلان المخلفان. ومرق السهم من الرمية: إذا خرج عن المرمي به، والمراد هنا خروج من تقدمها ولم يعتد بها من الدين. وزهق الشئ - كمنع -: بطل وهلك.
واللحوق: إصابة الحق.
وأراد بالدليل: نفسه عليه السلام. والضمير راجع إلى الراية. [و] مكيث الكلام: أي بطيئه: أي لا يتكلم من غير روية. وبطئ القيام: كناية عن ترك
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395