من نصره واخذل من خذله فقام إليه سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله ولاؤه فيما ذا؟ فقال: ولاؤه كولايتي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه وأنزل الله: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) * [3 / المائدة: 5].
فقال سلمان: يا رسول الله أنزلت هذه الآيات في علي خاصة؟ فقال: فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة فقال سلمان: يا رسول الله صلى الله عليه وآله بينهم لنا. فقال: علي عليه السلام أخي ووزيري ووصيي وصنوي ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي وأحد عشر إماما من ولده: الحسن ثم الحسين عليه السلام ثم تسعة من ولد الحسين عليه السلام واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه حتى يردوا علي الحوض.
فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا: نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله كما قلت سواء لم تزد حرفا ولم تنقص حرفا وقال بقية السبعين: قد سمعنا ذلك ولم نحفظه كله وهؤلاء الاثني عشر خيارنا وأفضلنا. فقال: صدقتم ليس كل الناس يحفظ بعضهم أحفظ من بعض.
فقام من الاثني عشر أربعة: أبو الهيثم بن التيهان وأبو أيوب وعمار وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فقالوا: نشهد أنا قد سمعنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وحفظنا أنه قال يومئذ - وهو قائم وعلي عليه السلام قائم إلى جانبه - أيها الناس إن الله أمرني أن أنصب لكم إماما يكون وصيي فيكم وخليفتي في أمتي وفي أهل بيتي من بعدي والذي فرض الله على المؤمنين في كتابه طاعته وأمركم فيه بولايته فراجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لابلغها أو ليعذبني.
أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة وقد بينتها لكم وسننتها والزكاة والصوم والحج فبينتها وفسرتها لكم وأمركم في كتابه بالولاية وإن أشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي بن أبي طالب عليه السلام والأوصياء من ولدي وولد أخي ووصيي علي أولهم ثم الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد الحسين عليه