بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٨١
المؤمنين (عليه السلام): زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد أهدت لنا أم أيمن لبنا وزبدا وتمرا فقد مناه فأكل منه، ثم قام النبي (صلى الله عليه وآله) زاوية البيت وصلى ركعات، فلما أن كان في آخر سجوده بكى بكاء شديدا فلم يسأله أحد منا إجلالا له، فقام الحسين (عليه السلام) فقعد في حجره وقال له يا أبت لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشئ كسرورنا بذلك، ثم بكيت بكاء غمنا فلم بكيت؟ فقال: يا بني أتاني جبرئيل آنفا فأخبرني أنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى، فقال: يا أبت فما لمن يزور قبورنا على تشتتها؟ فقال: يا بني أولئك طوايف من أمتي يزورونكم يلتمسون بذلك البركة، وحقيق علي أن آتيهم يوم القيامة حتى أخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم، ويسكنهم الله الجنة (1).
41 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس، عن محمد بن همام، عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار، عن موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليهم الباب، وقال: يا أهلي ويا أهل الله إن الله عز وجل يقرأ عليكم السلام، وهذا جبرئيل معكم في البيت، ويقول: إن الله عز وجل يقول: إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة، فما تقولون؟ قالوا: نصبر يا رسول الله لأمر الله، و ما نزل من قضائه حتى نقدم على الله عز وجل، ونستكمل جزيل ثوابه، فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كله، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى سمع نحيبه من خارج البيت فنزلت هذه الآية " وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا " أنهم سيصبرون أي سيصبرون كما قالوا صلوات الله عليهم (2).
42 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس، عن جعفر بن محمد الحسيني، عن إدريس بن زياد عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له:
.

(١) أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٨٠ وترى مثله في الخرائج ٢٢٠ وفى كتاب المزار أحاديث كثيرة بذلك.
(٢) كنز الفوائد:، والآية في الفرقان: 20
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست