أنا خاتم الوصيين، وأنا الصراط المستقيم (1) وأنا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون (2) ولا أحد اختلف إلا في ولايتي، وصار محمد صاحب الدعوة وصرت أنا صاحب السيف، وصار محمد نبيا مرسلا وصرت أنا صاحب أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الله عز وجل: " يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده " (3) وهو روح الله لا يعطيه ولا يلقي هذا الروح إلا على ملك مقرب أو نبي مرسل أو وصي منتجب، فمن أعطاه الله هذا الروح فقد أبانه من الناس وفوض إليه القدرة وأحيى الموتى وعلم بما كان وما يكون وسار من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق في لحظة عين، وعلم ما في الضمائر والقلوب وعلم ما في السماوات والأرض.
يا سلمان ويا جندب وصار محمد الذكر الذي قال الله عز وجل: " قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله " (4) إني أعطيت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب، واستودعت علم القرآن وما هو كائن إلى يوم القيامة، ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أقام الحجة حجة للناس، وصرت أنا حجة الله عز وجل، جعل الله لي ما لم يجعل لاحد من الأولين والآخرين لا لنبي مرسل ولا لملك مقرب.
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): أنا الذي حملت نوحا في السفينة بأمر ربي، وأنا الذي أخرجت يونس من بطن الحوت باذن ربي وأنا الذي جاوزت بموسى بن عمران البحر بأمر ربي، وأنا الذي أخرجت إبراهيم من النار باذن ربي، وأنا الذي أجريت أنهارها وفجرت عيونها وغرست أشجارها باذن ربي.
وأنا عذاب يوم الظلة، وأنا المنادي من مكان قريب قد سمعه الثقلان: الجن والإنس وفهمه قوم.