12 - تفسير الإمام العسكري: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لليهود: معاشر اليهود تعاندون رسول الله (1) (صلى الله عليه وآله) وتأبون الاعتراف بأنكم كنتم تكذبون، ولستم من الجاهلين بأن الله لا يعذب بها أحدا ولا يزيل عن فاعل هذه عذابه أبدا، إن آدم (عليه السلام) لم يقترح على ربه المغفرة لذنبه إلا بالتوبة، فكيف تقترحونها أنتم مع عنادكم؟
قيل: وكيف كان ذلك يا رسول الله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما وقعت (2) الخطيئة من آدم واخرج من الجنة وعوتب ووبخ قال: يا رب إن تبت وأصلحت أتردني إلى الجنة؟
قال: بلى، قال آدم: فكيف أصنع يا رب حتى أكون تائبا تقبل توبتي؟ فقال الله تعالى: تسبحني بما أنا أهله، وتعترف بخطيئتك كما أنت أهله، وتتوسل إلي بالفاضلين الذين علمتك أسماءهم وفضلتك بهم على ملائكتي وهم محمد وآله الطيبون وأصحابه الخيرون.
فوفقه الله تعالى فقال: يا رب لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني وأنت أرحم الراحمين (3) بحق محمد وآله الطيبين وخيار أصحابه المنتجبين، سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم، بحق محمد وآله الطيبين وخيار أصحابه المنتجبين.
فقال الله تعالى: لقد قبلت توبتك، وآية ذلك أن أنقي بشرتك فقد تغيرت وكان ذلك لثلاث عشر من شهر رمضان، فصم هذه الثلاثة الأيام التي تستقبلك، فهي أيام البيض ينقي الله في كل يوم بعض بشرتك، فصامها فنقى في كل يوم منها ثلث بشرته.
فعند ذلك قال آدم: يا رب ما أعظم شأن محمد وآله وخيار أصحابه؟ فأوحى الله إليه: يا آدم إنك لو عرفت كنه جلال محمد عندي وآله وخيار أصحابه لأحببته حبا