بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٧
تطئوها بأقدامكم بعد وسيفتحها الله عليكم وهي خيبر (1) وقيل: هي الروم وفارس وقيل: هي كل أرض يفتح (2) إلى يوم القيامة، وقيل: هي ما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب (3).
أقول: قال الطبرسي رحمه الله في سياق غزوة الخندق: ذكر محمد بن كعب القرظي وغيره من أصحاب السير قالوا: كان من حديث الخندق أن نفرا من اليهود منهم سلام بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب في جماعة من بني النضير الذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وآله خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وآله، وقالوا: إنا سنكون معكم عليهم حتى نستأصلهم، فقال لهم قريش: يا معشر اليهود إنكم أهل الكتاب الأول فديننا خير أم دين محمد؟ قالوا: بل دينكم خير من دينه فأنتم أولى بالحق منهم، فهم الذين أنزل الله فيهم: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا " إلى قوله: " وكفى بجهنم سعيرا " فسر قريشا ما قالوا، ونشطوا لما دعوهم إليه، فأجمعوا لذلك واتعدوا له، ثم خرج أولئك النفر من اليهود حتى جاؤوا غطفان فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه صلى الله عليه وآله، وإن قريشا قد بايعوهم على ذلك فأجابوهم، فخرجت قريش وقائدهم أبو سفيان بن حرب وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصين في فزارة والحارث بن عوف في بني مرة، ومسعر بن جبلة الأشجعي فيمن تابعه من أشجع، وكتبوا إلى حلفائهم من بني أسد، فأقبل طليحة فيمن اتبعه من بني أسد وهما حليفان أسد وغطفان، وكتب قريش إلى رجال من بني سليم فأقبل أبو الأعور السلمي فيمن اتبعه من بني سليم مددا لقريش، فلما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ضرب الخندق على المدينة، وكان الذي أشار عليه بذلك سلمان الفارسي، وكان

(1) زاد في المصدر: وقيل: هي مكة.
(2) في المصدر: تفتح.
(3) مجمع البيان 8: 351.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست