بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٩٤
بيثرب ولا يجاب، فساق اهبان غنمه وأتى إلى المدينة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما رآه، فقال: هذه غنمي طعمة لأصحابك، فقال: أمسك عليك غنمك، فقال: لا والله لا أسرحها (1) أبدا بعد يومي هذا، فقال: " اللهم بارك عليه وبارك له في طعمته " فأخذها أهل المدينة فلم يبق في المدينة بيت إلا ناله منها (2).
6 - أمالي الطوسي: المفيد، عن علي بن مالك النحوي، عن محمد بن عبد الواحد الزاهد، عن أحمد ابن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: بينما رجل من أسلم (3) في غنيمة له يهش عليها ببيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه، فهجهج به الرجل ورماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته، قال: فأقبل الذئب حتى أقعى مستثفرا بذنبه، مقابلا للرجل، ثم قال له: أما اتقيت الله عز وجل؟ حلت بيني وبين شاة رزقنيها الله؟ فقال الرجل: تالله ما سمعت كاليوم قط، فقال الذئب: مم تعجب؟ فقال: أعجب من مخاطبتك إياي، فقال الذئب:
أعجب من ذلك رسول الله بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا، ويحدثهم بما هو آت وأنت ههنا تتبع غنمك، فلما سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى إذا أحلها فناء قرية الأنصار، سأل عن رسول الله صلى الله عليه وآله فصادفه في بيت أبي أيوب فأخبره خبر الذئب، فقال له رسول الله: صدقت، احضر العشية، فإذا رأيت الناس قد اجتمعوا فأخبرهم ذلك، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر واجتمع الناس إليه أخبرهم الأسلمي خبر الذئب، فقال (4) رسول الله صلى الله عليه وآله: صدق صدق صدق، تلك الأعاجيب بين يدي الساعة، أما والذي نفس محمد بيده ليوشك الرجل أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة فيخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده (5).

(1) سرح المواشي، أرسلها ترعى.
(2) كنز الكراجكي: 92.
(3) أسلم: بطن من العرب.
(4) في المصدر: فقال لهم.
(5) أمالي ابن الشيخ: 8.
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390