قال: الايمان أن يصدق الله فيما غاب عنه من عظمة الله لتصديقه بما شاهد من ذلك وعاين، والكفر الجحود.
قال: فما الشرك وما الشك؟ قال: الشرك أن يضم إلى الواحد الذي ليس كمثله شئ آخر، والشك ما لم يعتقد قلبه شيئا.
قال: أفيكون العالم جاهلا؟ قال: عالم بما يعلم، وجاهل بما يجهل. قال:
فما السعادة وما الشقاوة؟ قال السعادة سبب خير تمسك به السعيد فيجره إلى النجاة، والشقاوة سبب خذلان تمسك به الشقي فجره إلى الهلكة، وكل بعلم الله تعالى. (1) قال: أخبرني عن السراج إذا انطفأ أين يذهب نوره؟ قال: يذهب فلا يعود.
قال: فما أنكرت أن يكون الانسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا كما لا يرجع ضوء السراج إليه أبدا إذا انطفأ؟ قال: لم تصب القياس، إن النار في الأجسام كامنة (2) والأجسام قائمة بأعيانها، كالحجر والحديد، فإذا ضرب