بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠ - الصفحة ١٣١
الذي لا يدرى أذكر هو أو أنثى، فإنه ينتظر به فإن كان ذكرا احتلم، وإن كانت أنثى حاضت وبدا ثديها، وإلا قيل له: بل على الحائط فإن أصاب بوله الحائط فهو ذكر، وإن انتكص بوله كما ينتكص بول البعير فهي امرأة. وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض: فأشد شئ خلقه الله عز وجل الحجر، وأشد من الحجر الحديد يقطع به الحجر، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد، وأشد من النار الماء يطفئ النار، وأشد من الماء السحاب يحمل الماء، وأشد من السحاب الريح يحمل السحاب، وأشد من الريح الملك الذي يرسلها، وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت، وأشد من الموت أمر الله رب العالمين الذي يميت الموت.
فقال الشامي: أشهد أنك ابن رسول الله حقا، وأن عليا أولى بالامر من معاوية، ثم كتب هذه الجوابات وذهب بها إلى معاوية فبعثها معاوية إلى ابن الأصفر فكتب إليه ابن الأصفر: يا معاوية لم تكلمني بغير كلامك، وتحبيبني بغير جوابك؟
اقسم بالمسيح ما هذا جوابك، وما هو إلا من معدن النبوة وموضع الرسالة، وأما أنت فلو سألتني درهما ما أعطيتك. (1) روضة الواعظين، الإحتجاج: مرسلا مثله. (2) بيان: سيأتي مثله بزيادة وتغيير في كتاب الفتن. قوله: (بعث فيه ابن الأصفر) أي ملك الروم، وإنما سمي الروم بنو الأصفر لان أبا هم الأول كان أصفر اللون، وهو روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم، كذا ذكره الجزري. (3) قوله (عليه السلام): (قطعوا رحمي) أي لم يراعوا الرحم التي بيني وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو بيني وبينهم، فالمراد به القريش والأول أظهر.
قوله (عليه السلام): (وأضاعوا أيامي) أي ما صدر مني من الغزوات وغيرها ممد أيد

(١) الخصال ٢: ٥٦.
(٢) الاحتجاج: ص ١٤٣.
(٣) النهاية: باب الصاد مع الفاء.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست