بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٤
" وقال تعالى ": وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل " إلى قوله ": ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون * وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم و تخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض " إلى قوله ": وقالوا قلوبنا غلف (1) بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون * ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين * بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين * وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين * " إلى قوله ": قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين " إلى قوله ": قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين " إلى قوله ": يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم " إلى قوله ": أم تريدون

(1) قال الرضى في التلخيص " ص 8 ": إما أن يكون غلف جمع أغلف مثل أحمر وحمر، أو يكون جمع غلاف مثل حمار وحمر ويخفف فيقال: حمر، قال أبو عبيدة: كل شئ في غلاف فهو أغلف، يقال: سيف أغلف، وقوس غلفاء، ورجل أغلف: إذا لم يختتن، فمن قرأ غلف على جمع أغلف فالمعنى: أن المشركين قالوا: قلوبنا في أغطية عما تقوله، يريدون النبي صلى الله عليه وآله، و نظير ذلك قوله سبحانه حاكيا عنهم: " وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر " ومن قرأ قلوبنا غلف على جمع غلاف بالتثقيل والتخفيف فمعنى ذلك أنهم قالوا: قلوبنا أوعية فارغة لا شئ فيها فلا تكثر علينا من قولك فانا لا نعى منه شيئا، فكان قولهم هذا على طريق الاستعفاء من كلامه والاحتجاز عن دعائه انتهى. قلت: وقيل: إن معناه: قلوبنا أوعية للعلم تنبيها على أنا لا نحتاج أن نتعلم منك فلنا غنية بما عندنا.
(٤)
الفهرست