بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٥٢
بعدهم لفي شك منه مريب * فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم و قل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير * والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد " إلى قوله ": قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور * أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور " إلى قوله ": استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير * فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ " إلى قوله ": وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور 1 - 53.
الزخرف " 43 " حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم * أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين (1) * وكم أرسلنا من نبي في الأولين * وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزءون * فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين " إلى قوله سبحانه " وجعلوا له من عباده جزء إن الانسان لكفور مبين * أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين * وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو

(1) قال الرضى قدس الله اسراره: هذه استعارة، يقال: ضربت عنه وأضربت عنه بمعنى واحد، وسواء قولك: ذهبت عنه صفحا وأعرضت عنه صفحا وضربت وأضربت عنه صفحا، ومعنى صفحا ههنا أي أعرضت عنه بصفحة وجهي، والمراد - والله أعلم -: أفنضرب عنكم بالذكر، فيكون الذكر مرورا لصفحه عنكم من أجل اسرافكم وبغيكم، أي لسنا نفعل ذلك بل نوالى تذكيركم لتتذكروا ونتابع زجركم لتنزجروا، ولما كان سبحانه يستحيل أن يصف نفسه باعراض الصفحة كان الكلام محمولا على وصف الذكر بذلك على طريق الاستعارة.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست