كلمة المؤسسة ضرورة احياء التراث يجمع تراثنا الشيعي الخالد بين دفتيه علوما جمة ومعارف قرآنية وإسلامية كثيرة قلما نجدها لدى أقوام آخرين، فقد كان رواد هذا التراث المقدس، فحولا من أجلة العلماء والمحققين الذين تخصصوا في شتى العلوم وتبحروا فيها وربوا أجيالا من خيرة العلماء والمثقفين.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد سجلوا عصارة نتاجهم الفكري وزبدة ما استزادوه من حكم ومعارف على صورة كتب ورسائل ومقالات تحت ظروف شاقة، مما يبعث بالإعجاب حقا، ذلك لأن كثيرا من أولئك العظماء، ألفوا - في سني أعمارهم القصيرة نسبيا - كتبا ضخمة لا يستطيع الواحد منا أن يؤلف كتابا مثلها طوال عمره مهما أوتي من فرصة كافية وقلم مرن وتعبير سيال.
ويمكن إيعاز ذلك إلى إحساسهم بضرورة الإبقاء على التراث ووجوب انتقال علوم أهل البيت سلام الله عليهم إلى الأجيال القادمة وبالتالي فكانوا لا يألون جهدا في هذا المجال ويصرفون كل وقتهم فيه، يضاف إليه، بركة من الله رافقتهم حتى يصدقوا ما عاهدوا الله عليه.
ويكفي مثالا عليه، شيخنا الصدوق - نور الله مرقده - والذي ألف قرابة ألف كتاب ورسالة في العقائد والحديث والكلام وغير ذلك، والعلامة المجلسي - قدس سره - الذي يربو كتبه المطبوعة على ثلاثمائة مجلد من تأليف وتصنيف وتحقيق وجمع أحاديث، ومنهم العلامة المحقق السيد هاشم البحراني - رضوان