ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر المسلمين واليهود، أكتبوا بما سمعتم فقالوا: يا رسول الله، قد سمعنا، ووعينا، ولا ننسى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الكتابة أذكر لكم. فقالوا يا رسول الله صلى الله عليه وآله، وأين الدواة والكتف؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ذلك للملائكة: ثم قال: يا ملائكة ربي، أكتبوا ما سمعتم من هذه " القصة " في أكتاف واجعلوا في كم كل واحد منهم كتفا من ذلك.
ثم قال: يا معاشر المسلمين تأملوا أكمامكم وما فيها، وأخرجوه وأقرؤوه، فتأملوها فإذا في كم كل واحد منهم صحيفة، ثم قرأوها وإذا فيها ذكر ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك لا يزيد ولا ينقص، ولا يتقدم ولا يتأخر، فقال: أعيدوها في أكمامكم تكن حجة عليكم، وشرفا للمؤمنين منكم، وحجة على أعدائكم، فكانت معهم فلما كان يوم بدر جرت الأمور كلها، ووجدوها كما قال لا تزيد ولا تنقص، قابلوا بها ما في كتبهم، فوجدوها كما كتبت الملائكة لا تزيد ولا تنقص، ولا تتقدم ولا تتأخر (1).
4 - قال عمر بن إبراهيم الأوسي وغيره، واللفظ له، قال: روي أن صفوان (2) لعنه الله ملا سيفه سما واستأجر عمير بن وهب (3) على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله فأتى راكبا راحلته، وأناخها بباب المسجد، ودخل على رسول الله، وعلاه بالسيف، وإذا بيده يبست، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: مالك لا تفعل ما أمرت به؟ فولى راجعا طائر الأعيان.
فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وأقسم عليه بدينه، فرجع، فقال له: جلست أنت وصفوان بن أمية في الحجر، وذكرتما أصحاب القليب من قريش، وأنت قلت لولا دين علي وعيال لي أخاف عليهم الضعف بعدي