المصباح - الكفعمي - الصفحة ٧٤٠
دوام هذا الحال حتى المال أتدرون بالله لمن تعزون ولأي شئ أنتم جالسون أنتم تعزون لخاتم النبيين صلى الله عليه وآله وعلي أمير المؤمنين عليه السلام وقد أشفيتم والله ببكائكم صدور الأئمة المعصومين وفرجتم والله هم البتول سيدة نساء العالمين فيا حبذا والله لبكاء تجلى به الكربات ويا طوبى والله لنوح تحصل بها السعادات فكيف تلتذون بالماء وإمامكم قتيل الظمأ وكيف تشبعون من الطعام وإمامكم وشيعته الكرام وأقرباؤه الأمناء الأعلام قد حكمت فيهم الطغام وسقوهم كأس الحمام شعر لهم جسوم على الرمضاء ذائبة * وأنفس جاورت جنات باريها كان قاصدها بالضر نافعها * أو أن قاتلها بالسيف محييها وانظروا إلى الشهداء من الشيعة والأقرباء لما علموا أنهم لا يصلون إلى خلع الله السنية إلا بخلع الحياة ولبس المنية وأنهم لا يصلون إلى مطلوبهم إلا ببذل النفوس في طاعة محبوبهم وعلموا أنها المرتبة العالية والبغية الغالية تهافتوا على ذهاب النفوس يوم البؤس وبذل الأرواح يوم الكفاح والأجساد يوم الجلاد والأبدان يوم الطعان فلو شاهدت كل واحد منهم يوم الطفوف وهو يبادر إلى نقطة الرماح وشكل السيوف كعطشان أضر به الظماء إلى شرب ماء السماء يلقى الرماح بنحره فكأنما * في ظنه عود من الريحان ويرى السيوف وصوت وقع حدودها * عرسا تجليها عليه غواني فيا لها من منقبة حصلوها وفضيلة أحرزوها فاقوا بها على الأولين والآخرين في رضى ابن أمير المؤمنين كأن رسول الله أوصى بقتلهم * فأجسادهم في كل أرض توزع
(٧٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 735 736 737 738 739 740 741 742 743 744 745 ... » »»