مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٧٥
" الإحسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقوله: * (بوالديه) * إنما عنى الحسن والحسين (عليهما السلام)، ثم عطف على الحسين (عليه السلام) فقال: * (حملته أمه كرها ووضعته كرها) * (1) وذلك (2) أن الله (3) أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبشره بالحسين (عليه السلام) قبل حمله، وأن الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة.
ثم أخبره بما يصيبه من القتل في نفسه وولده، ثم عوضه بأن جعل الإمامة في عقبه.
ثم أعلمه أنه يقتل، ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه (4)، ويملكه الأرض وهو قوله تعالى * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) * (5) الآية.
وقوله تعالى * (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) * (6) فبشر الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أهل بيتك يملكون الأرض ويرجعون إليها (7)، ويقتلون أعداءهم، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليها السلام) بخبر الحسين (عليه السلام) وقتله * (فحملته كرها) * ".
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): " فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فيحمله كرها،

١ - الأحقاف ٤٦: ١٥.
٢ - في نسخة " س وض وق ": وذكر.
٣ - في نسخة " س وق ": جبرئيل (عليه السلام).
٤ - في نسخة " ق ": أعداء الله.
٥ - القصص ٢٨: ٥.
٦ - الأنبياء ٢١: 105.
7 - في المصدر: ويرجعون إلى الدنيا.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»