وأم سلمة زوجة النبي من وراء الباب ثم قال: اشهدوا وافهموا عني: إن علي بن أبي طالب عليه السلام وصيي ووارثي وقاضي ديني وعدتي وهو الفاروق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، والحامل غدا لواء رب العالمين. هو وولده من بعده، ثم من الحسين (4) ابني أئمة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة. أشكو إلى الله جحود أمتي لأخي وتظاهرهم عليه وظلمهم له وأخذهم حقه.
قال: فقلنا له: يا رسول الله، ويكون ذلك؟ قال: نعم، يقتل مظلوما من بعد أن يملأ غيظا، ويوجد عند ذلك صابرا.
قال: فلما سمعت ذلك فاطمة عليها السلام أقبلت حتى دخلت من وراء الحجاب، وهي باكية. فقال [لها] (5) رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا بنية؟ قالت: سمعتك تقول في ابن عمك (6) وولدي ما تقول. قال: وأنت تظلمين وعن حقك تدفعين، وأنت أول أهل بيتي لاحق بي (7) بعد أربعين. يا فاطمة، أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك، أستودعك الله تعالى وجبرئيل وصالح المؤمنين. قال: قلت: يا رسول الله، من صالح المؤمنين؟ قال: علي بن أبي طالب (8).
فصل:
أقول: فهل ترى ترك النبي صلى الله عليه وآله حجة أو عذرا لأحد على الله جل جلاله، وعليه ولو لم يرد في الإسلام إلا هذا الحديث المعتمد عليه لكان حجة كافية لعلي عليه السلام وللنبي صلى الله عليه وآله الذي نص عليه بالخلافة وعلى الأئمة من ذريته وقد ذكرنا ما مدحوه به لمحمد بن جرير الطبري وشهدوا له من علمه وثقته.