اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٤٢١
فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين حقا حقا على لسان العلماء والأحبار من بني إسرائيل. برواية الأعمش عن جابر بن عبد الله الأنصاري. [وجدنا ذلك بخط المحدث الأخباري محمد بن المشهدي.
بأسناده عن محمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن مشايخه عن سليمان الأعمش عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:] (1) حدثني أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلى الله عليه وآله، قال:
لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل (براثا) (2)، وكان بها راهب في قلايته (3) وكان اسمه الحباب. فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الأرض، فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين عليه السلام. فاستفظع ذلك ونزل مبادرا، قال: من هذا ومن رئيس هذا العسكر؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين عليه السلام وقد رجع من قتال أهل النهروان.
فجاء الحباب مبادرا يتخطى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا. فقال له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقا حقا؟ قال له: بذلك أخبرنا علمائنا وأحبارنا.
فقال له: يا حباب. فقال له الراهب: وما علمك باسمي؟ فقال:
اعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له الحباب مد يدك

(1) الزيادة من نسخة مكتبة آية الله المرعشي والبحار.
(2) قال في مراصد الاطلاع: براثا - بالمثلثة والقصر - محلة كانت في طرف بغداد في قبلي الكرخ وبني بها جامع كانت تجتمع فيه الشيعة ويسبون الصحابة فيه. فأخذ الراضي من وجد فيه وهدمه، ثم أعاده بحلم وسعة. وكتب اسم الراضي في صدره وأقيمت به الجمعة إلى ما بعد سنة الخمسين وأربعمائة. ثم قطعت منه وخرب وآثاره إلى الآن باقية.
(3) قال المجلسي رحمه الله: قلاية معرب كلاية من بيوت عبادة النصارى.
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»